عرض مشاركة واحدة
قديم 20 - 04 - 2015, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,442

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الألات الموسيقية فى الكتاب المقدس

الملك داود وشغفهب الموسيقى لعل اول اسم يتبادر الى ذهن كثيرين عند ذكر الموسيقى في ازمنة الكتاب المقدس هو اسم داود،‏ موسيقار فذّ عاش منذ ما يقارب الـ‍ ٠٠٠‏,٣ سنة.‏ وفي الواقع،‏ ان معظم معلوماتنا عن الموسيقى في تلك الحقبة نستمدها من سجل الكتاب المقدس عن حياة داود،‏ مذ كان راعيا فتيًّا الى ان اصبح ملكا ونجح في تنظيم فرق المغنين والعازفين في الهيكل.‏

يمكننا ان نستخلص الكثير عن الموسيقى في ازمنة الكتاب المقدس من حياة داود.‏ على سبيل المثال،‏ على اية آلات عزف الناس،‏ وماذا كانوا يغنون؟‏ اي دور لعبته الموسيقى في حياة داود خاصة،‏ والاسرائيليين عامة؟‏

اهمية الموسيقى في اسرائيل القديمة

عندما ننطق بكلمات اغنية،‏ غالبا ما يرن لحنها في بالنا.‏ لكن الكتاب المقدس يتضمن كلمات اغانٍ وترانيم عديدة نجهل مع الاسف موسيقاها.‏ مع ذلك،‏ لا بد انها كانت الحانا جميلة،‏ إن لم نقل رائعة.‏ فبالنظر الى ما تتصف به المزامير من سمو شعري،‏ لا يسعنا الا ان نستنتج ان موسيقاها كانت تضاهيها جمالا.‏

اما الآلات الموسيقية فلا يورد الكتاب المقدس سوى وصف مقتضب لها.‏ (‏انظر الاطار:‏ «الآلات الموسيقية في ازمنة الكتاب المقدس».‏)‏ حتى اننا لا نعلم يقينا على اي نوع من القيثارات عزف داود.‏ ولكن من الجدير بالذكر ان الاسرائيليين اخترعوا آلات موسيقية عديدة،‏ ومنها قيثارات خشبية نادرة ونفيسة.‏ —‏ ٢ اخبار الايام ٩:‏١١؛‏ عاموس ٦:‏٥.‏

ولكن الامر الاكيد هو ان الموسيقى شغلت مكانة مهمة في حياة العبرانيين،‏ وخاصة في عبادتهم لله.‏ فقد عُزِفت في مراسم التتويج والاحتفالات الدينية،‏ ولعبت دورا في الحروب.‏ كما اطربت الملوك،‏ احيت الاعراس والتجمعات العائلية،‏ وأضفت جوًّا من البهجة على مواسم القطاف والحصاد.‏ أضف الى ذلك انها كانت مصدر عزاء للمفجوعين.‏ لكن من المؤسف ان الموسيقى ارتبطت ايضا بأماكن رديئة السمعة.‏

غير ان دور الموسيقى في اسرائيل لم يقتصر على ما تقدّم.‏ فبسبب قدرتها على تصفية الذهن،‏ استعان بها الانبياء لتلقّي الوحي الالهي.‏ وهذا ما اختبره أليشع الذي اتاه الوحي على انغام آلة وترية.‏ (‏٢ ملوك ٣:‏١٥)‏ اضافة الى ذلك،‏ كانت الموسيقى تؤذن بحلول مناسبات مهمة.‏ على سبيل المثال،‏ كان يُنفخ في بوقين من فضة في الاعياد او رؤوس الشهور.‏ وفي بداية سنة اليوبيل،‏ كان البوق ينادي بالعتق للعبيد ويعلن عودة الاراضي والبيوت الى اصحابها.‏ فما كان اعظم سعادة الفقراء عند سماعهم الموسيقى تبشرهم باسترجاع حريتهم وممتلكاتهم!‏ —‏ لاويين ٢٥:‏٩؛‏ عدد ١٠:‏١٠.‏

لقد ابدع بعض الاسرائيليين في الغناء والعزف.‏ ويتضح هذا من نقش اشوري طلب فيه الملك سنحاريب عازفين وعازفات جزية من الملك حزقيا.‏ فلا بد انهم كانوا موسيقيين من الطراز الاول.‏ ولكن الموسيقي الابرع دون منازع كان داود.‏

موسيقار فذّ

تميّز داود بموهبة فذّة لأنه جمع بين الشعر والتأليف الموسيقي.‏ فأكثر من نصف المزامير يُنسب اليه.‏ لقد كان داود راعيا مرهف الحس في صغره،‏ فانطبعت في ذهنه المتوقد المناظر الريفية في بيت لحم.‏ وعرف هناك مباهج الحياة البسيطة،‏ فطرب لخرير الجداول وثغاء الحملان حين يناديها.‏ فمسّت هذه «الموسيقى» قلبه واندفع يعزف على القيثارة وينشد تسابيح لله.‏ تخيل كم كان مؤثرا سماع الموسيقى التي الّفها داود لترنيم المزمور ٢٣.‏

عزف داود في حداثته على القيثارة ببراعة فائقة بحيث امتُدح عند الملك شاول الذي ضمه الى خدمه.‏ فصار داود،‏ كلما اعترى الملك كرب واضطراب ذهني،‏ يأتي اليه ليعزف ألحانا شجية مريحة تهدِّئ من روعه،‏ فتتركه افكاره الشريرة ويطيب.‏ —‏ ١ صموئيل ١٦:‏١٦.‏

الا ان الموسيقى التي شغف بها داود وملأته فرحا سببت له المشاكل في بعض الاحيان.‏ فذات مرة،‏ عند عودة داود وشاول ظافرين من قتال الفلسطيين،‏ تناهت الى مسامع الملك شاول موسيقى النصر والابتهاج.‏ فكانت النساء يغنين:‏ «ضرب شاول ألوفه،‏ وداود عشرات ألوفه».‏ فتملَّكه غضب وغيرة شديدان،‏ «وأخذ .‏ .‏ .‏ ينظر بارتياب الى داود من ذلك اليوم فصاعدا».‏ —‏ ١ صموئيل ١٨:‏٧-‏٩.‏
  رد مع اقتباس