(أ) السلام في العهد القديم:
لم يستخدم كتَّاب العهد القديم – في أغلب الأحيان – كلمة "شالوم" (أى سلام) دون أن يتضمن ذلك – تلميحًا على الأقل – مفهومًا دينيًا، وهى تستخدم فى:
(1) التحية المألوفة بين الأصدقاء والسؤال عن صحتهم، كما كانت تستخدم أيضا عند الوداع (انظر تك 29: 6، 43: 23, 27، قض 18: 15، 19: 20)، فقال الرب لجدعون عندما ظهر له: "السلام لك" (قض 6: 23).
(2) السلام من الأعداء، مما يعنى الفوز والنجاح، وكانت هذه أعظم أمنية عند الأمة، وكان السلام منحة من الله لشعبه إذا ساروا في طرقه (لا 26: 6). وكانت بركة هرون وبنيه للشعب هى: "يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلامًا" (عد 6: 26 – انظر أيضًا مز 29: 11، إش 26: 12... ألخ).
و "إذا أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداءه أيضًا يسالمونه" (أم 16: 7)، بل حتى الوحوش تسالمه (أيوب 5: 23و 24). وكان الموت في سلام هو أمنية كل فرد (انظر تك 15: 15، 1مل 2: 6، 2أخ 34: 28... الخ).
(3) السلام الداخلي، وكان من نصيب الأبرار المتكلين على الله، "تعرف به واسلم. بذلك يأتيك خير" (أيوب 22: 21)، "لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولأتقيائه" (مز 85: 8، انظر مز 4: 8، 119: 165، أم 3: 2و 17)، "تحفظه سالمًا سالمًا لأنه عليك متوكل" (إش 26: 3)، "كان عهدي معه للحياة والسلام" (ملاخي 2: 5).
(4) كان على البار أن يطلب السلامة ويسعى وراءها (مز 34: 14) وأن يحب "الحق والسلام" (زك 8: 16و 19).
(5) سيكون السلام من أبرز معالم عصر المسيا الذي هو "رئيس السلام" (إشعياء 9: 6، 11: 6، انظر أيضًا إش 2: 4، حز 34: 25، ميخا 4: 2-4، زك 9: 10).