تعود تفاسير مسحة المسيح إلي معنيين : إنه مسح من الخطيئة، في ولادته "مسحه جبريل بجناحه وقت ولادته ليكون ذلك صوناً له من مس الشيطان"، وفي حياته كلها "مسح بما طهره من الذنوب، مسح من الأوزار والآثام". ثم نال مسحة النبوة الكاملة "مسح بالبركة. إنه كان ممسوحاً بدهن طاهر مبارك يمسح به الأنبياء". وذلك من بطن أمه "إنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بالدهن" وفي هذه المسحة من بطن أمه للرسالة الكاملة سر شخصيته وسر عظمته التي يحوم حولها المفسرون ولا يجرأون علي التصريح بها.
والمعني الكامل لاسم "المسيح" يجب أن نفهمه في القرآن علي ضوء الإنجيل والأنبياء الأولين والتوراة، التي يأخذ القرآن عنها (اعلي 18 و 19، مريم 15) ويصدقها (بقرة 41 و 89و 91 و 101).
فموسي يعتبر المسيح "النبي" خاتمة سلسلة أنبياء الكتاب.
وداود في زبوره يدعوه : الرب والملك والكاهن. وداود أول من يسميه المسيح.
وأشعياء يسمي المسيح المنتظر "عمانوئيل أي الله معنا" وينشد متنبئاً في شأن مولده : "قد ولد لنا ولد، وأعطي لنا ابن، صارت رئاسته علي كتفه، ولا حد لسلامه، ويدعي اسمه رسول المشورة العظيمة، مشيراً عجيباً، إلهاً قوياً، سلطاناً، رئيس السلام، أبا الدهر الآتي، ومخارجه منذ الأزل".
ودانيال يراه دياناً للعالم آتياً علي سحاب السماء في "هيئة ابن الإنسان".
فلقب المسيح في الكتاب مثقل بالمعاني النبوية الكثيرة.