. لقد رأى الله الإنسان خاطئاً ورأى استحالة وفائه بمطالب الله ولذلك دبر بنفسه هذا الفداء . الذي لم يكلف الإنسان شيئا ،فقد تكفل الله بكل شئ. من هنا قال بولس رسول المسيحية "الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح أي أن الله كان في المسيح يسوع مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم .... لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا . لنصير نحن بر الله فيه " (2 كورنثوس 5 : 18 - 21)
. وعندما يرى الخاطئ التائب أن الله أوقع عقاب الخطية على المسيح يسوع الذي لم يخطئ أبدا ولما يرى أيضا انه احتمل عقاب الخطية برضى فانه يكره الخطية ولا يحبها ويعزم دوما على التوبة منها
وقد يتساءل البعض لماذا لم يغفر الله خطايانا لقاء العمل الصالح ؟ أو بأن يأمر فقط بغفرانها ؟ بمعنى أنه يريد فيغفر . وهذا لا يمكن أن يكون لان هذا يكون مناقضا لعدالته . لأن بهذا يعنى أن الخطية تمضى بغير الموت الذي هو نتيجة طبيعية لها ويحدث تناقضا جوهريا بين عدل الله ورحمته إذ أنه إله عادل وفى نفس الوقت إله محب ورؤوف رحيم فنتساءل : كيف إذا تعفو عن الشرير وأنت الكلى العدل والكامل العدالة ؟
. نقول : - إن كيان الله واحد ولا يتكون من أجزاء تعمل في موافقة واتزان بل هو إله واحد وحسب وليس في عدله ما يمنع رحمته، لذلك أحيانا يكون تفكير البعض عن الله هكذا – كأنه يجلس في محكمة وهو القاضي ولكنه قاض عطوف ( محاولين بهذا الجمع بين انه عادل ورحيم ) ملزم بقانون وهذا القاضي يحكم معتذرا على رجل بالموت والدموع في عينه هذا خطأ محض وشر أيضا لنا أن تصورنا هذا عن الله . لان هذا التفكير لا يليق أن نفتكره عن الله الحق فالله لا يتناقض أبدا مع نفسه ، ولا تتعارض صفة من صفاته مع الأخرى