ب – البرهان العقلي :
. يقر الجميع بأن الله قدوس ، وأن الإنسان خاطئ أثيم . ولما كانت الخطية إهانة لاسم الله ومخزية للإنسان ، الذي خلقه الله على صورته كشبهه ، فقد استحق دينونة الله . ولا يمكن تبريرها ، إلا إذا انتفى حكم الدينونة على الخاطئ. والتوبة التي ليست سوى رجوع إلى خط الطاعة ، لا يمكن أن تعطى التبرير المطلوب . لأن ليس لها شيئا من عمل التكفير ، عن الخطايا السالفة لأنه لو صح ذلك لما بقى كرامة لعدل الله ، ولا اعتبار لقداسته
ج - موافقة الكفارة لمقتضى الشريعة :
. فالشريعة الإلهية لا تتنازل عن حقها وحكمها القائل (أجرة الخطية هي موت). أي أنها تطلب قصاصا للجاني . والشريعة التي تخلو بنودها من القصاص ، ليست بشريعة صالحة. فالشريعة هي بمثابة النائب العام ولا يحق للنائب العام أن يتنازل عن طلب القصاص للمذنب ، وإلا لطعن به كحارس صالح للعدل الإلهي . وباختصار فان الشريعة الإلهية تطلب قصاصا للخاطئ أو كفارة عن خطاياه. وهنا يجب أن تلهج ألسنتنا بالشكر ، لان المسيح قدم هذه الكفارة عن الإنسان ، وتبعا لذلك صار كل من يقبله مخلصا ، ينال باسمه غفران الخطايا ولسعادة البشر أن كفارة المسيح كانت شاملة، بحيث لا يصح لأحد أن يقول إن المسيح لم يمت من أجله . وما أروع ما قاله اشعياء النبي :"وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين " (أشعياء 53 : 12). وقال بولس : "مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به ، وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدى " (عبرانيين 5 :9)