. والآن لنرجع إلى مقالة سورة النساء : (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) ليس لأننا نحتاج إلى غير نصوص الإنجيل لإبراز الحق ، وإنما عملا بمبدأ الكياسة حيال شعور أخوتنا الأحباء. وهذه المحاولة تلزمنا ، ان نكشف عن قصد رؤساء اليهود من قتل المسيح
. هذا الأمر بسطه لنا يوحنا البشير في إنجيله ، إذ يقو ل : " فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعا قالوا ماذا نصنع فان هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة . إن تركناه هكذا يؤمن به الجميع فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا . فقال واحد منهم وهو قيافا .كان رئيسا للكهنة في تلك السنة : أنتم لستم تعرفون شيئا ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها " (الإنجيل بحسب يوحنا 11 : 47 - 54)
. والواقع أنهم حين علقوه على الصليب، ومات وأنزل في القبر وختم باب قبره عليه بأختام بيلاطس ، فرحوا جدا وظنوا انهم تخلصوا نهائيا ، من تعليمه وآياته. وأملوا أن موته القاسي ، يكفى لردع أتباعه عن القيام بأي نشاط . ولكن رياح المشيئة الإلهية أتت بما لا تشتهيه سفن إرادة اليهود المستكبرين . لأن موته الكفاري على الصليب ، سرعان ما جذب إليه الألوف والربوات . فتم ما تنبأ به له المجد : "وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب الجميع " (الإنجيل بحسب يوحنا 12 : 31)
. وكذلك العجائب ظلت تجرى على أيدي رسله، وفقا للسلطان الذي أعطاهم إياه . ويخبرنا الكتاب المقدس أن "الله كان يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل ومآزر إلى المرضى فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة منهم " (أعمال 19 : 12)