ويقول القرآن عن مصير "خاتم النبيين" : "عسي أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" : فالقرآن إذن يؤكد أن المسيح صعد في الحال حياً إلي السماء فيما ينتظر محمد أن يبعث مع سائر الناس يوم يبعثون، ويؤكد أنه "عسي" أن يبعث محمد "مقاماً محموداً"، بينما يجزم ثلاث مرات أن "الله رفع عيسي إليه" وهو عنده حي إلي الأبد "ومن المقربين". قال الرازي : "رفع عيسي عليه السلام إلي السماء ثابت بهذه الآية. ونظير هذه الآية قوله في آل عمران "رافعك إلي" ودل ذلك علي أن رفعه إليه أعظم في باب الثواب من الجنة ومن كل ما فيها من اللذات الجسمانية. وهذه الآية تفتح عليك باب معرفة السعادات الروحانية".
ثم ما معني قوله "عسي"؟ ... وما مدي اليقين في هذا التمني ؟...
وهكذا يشهد القرآن أن واحداً لا غير بين البشر، دون الأنبياء والمرسلين بلا استثناء، كان أقوي من الموت، فلم يكن له عليه من سلطان : ألا وهو عيسي ابن مريم. بهذه المعجزة الفريدة جعل القرآن المسيح نهائياً، فوق البشر أجمعين لا يستثني أحداً من الأنبياء والمرسلين.
فكان عيسي ابن مريم في آخرته كما كان في مولده آية للعالمين.