13 - 06 - 2012, 10:41 PM
|
رقم المشاركة : ( 321 )
|
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
إن أعثرتك عينك أو يدك
هل يجوز للإنسان أن يقلع عينه، أو يقطع يده إن أعثرته؟ عملاً بقول الكتاب (متى5)
يقول قداسة البابا شنوده الثالث، ::
يقصد الرب التشديد على البعد عن العثرة، كما يقول "لأنه خير لك أن يهلك احد أعضائك، ولا يلقى جسدك كله في جهنم" (مت5: 29، 30)
ولكن هذه الوصية ينبغي أن تُؤخذ بمعناها الروحي وليس بمعناها الحرفي. فمعناها الروحي يمكن أن يكون ملزماً. أما المعنى الحرفي، فمن الصعب أن يكون ملزماً ..
بعض القديسين نفذ هذه الوصية حرفياً، مثل سمعان الخراز، وكذلك بعض القديسات في بستان الرهبان.
ولكن يستحيل تنفيذ هذه الوصية حرفياً بصفة عامة. وإلا صار غالبية من في العالم بعين واحدة، لشدة انتشار العثرة، وبخاصة في سن معينة، وفي ظروف وملابسات خاصة.
ولكن كثيراً من القديسين ذكروا أنه يمكن أن يقصد بالعين أعز إنسان إليك، كما يقصد باليد أكثر الناس معونة لك. فإن أصابتك عثرة من أيٍ من هؤلاء، يمكن أن تقطع نفسك من عشرته.
ونلاحظ أن الكنيسة في بعض قوانينها حرمت قطع أعضاء من جسم الإنسان اتقاء للعثرة، مثل القانون الذي يحرم من يخصي نفسه.
كما أن قطع العين أو اليد بالمعنى الحرفي، لا تمنع العثرة أو الخطية. لأن الخطية غالباً ما تنبع من داخل القلب. وإذا كان القلب نقياً، فإن الإنسان يرى ولا يعثر. إذن من الأفضل أن نأخذ الوصية بمعناها الروحي وليس الحرفي.
ومما يثبت هذا أيضا، قول الرب في إنجيل مرقس (9: 43 ـ 48): "لأنه خير لك أن تدخل الحياة أقطع .. أعرج .. أعور .." وطبعاً لا يمكن أن نأخذ هذا الكلام بطريقة حرفية، لأنه لا يمكن لإنسان أن يكون في السماء أقطع أو أعرج أو أعور ... إذ لا نتصور أن يكون بار في النعيم بمثل هذا النقص، كما لا يمكن أن يكون هذا هو جزاء الأبرار على برهم عن العثرة مهما كلفهم ذلك من ثمن!
يعلمنا الكتاب أن "أن الروح يحيي، والحرف يقتل" (2كو3: 6).
لذلك لا يمكننا أن نأخذ كل الوصايا بطريقة حرفية. وهذه الوصية بالذات أراد الرب أن يشرح لنا خطورة العثرة ووجوب البعد عنها، حتى لو أدى الأمر إلى قلع العين.
|
|
|
|