فحينما يمس كياننا الروح القدس الناري، فأن عواطفنا وأفكارنا المائتة التي حسب إنسانيتنا الساقطة تُصبح ليست بذات قيمة أو نفع بل ولا نحتاج إليها، لأن المحبة النارية التي من الروح مسكوبة في قلبنا، تجعلنا أحراراً عُراة من كل ما نعرفه ونفهمه ونعيشه ونفكر فيه حسب إنساننا العتيق، حتى ولو كان صالح أمام الناس والمجتمع أو حتى كان متفق مع الناموس الصالح، لأن الروح القدس يُجردنا بالتمام ويظل يعمل فينا بالصليب والآلام لكي ننسلخ عن جلدنا أي طبعنا القديم كله، ويدخلنا سراً في أعضاء الجسد الحي، أعضاء المسيح، أي جسم الكنيسة، حتى نصير أعضاء لبعضنا البعض، مطحونين معاً ومملحين بملح صلاح الله، ومعجونين بماء الحياة، ومخبوزين في نار التجارب والضيقات المتنوعة، موحَدِّين في محبته لكي نتحرر من الأهواء، عاملين معه وبه وفيه إرادته السماوية بطاعة الإيمان الحي العامل بالمحبة، وبذلك نقدم أجسادنا ذبائح حية روحية.
+ فيا الله القدوس وحدك: + الآن وكل أوان وبدوام أعطني النار الغير محسوسة + لكي تحرق كل شوائب نفسي الباقية من إنسانيتي الساقطة + حتى استطيع أن أُعاين بهاء الحياة الجديدة وجمالها الكامل + فأظل أسعى إليها بشوق عظيم تولده فيا حرارة محبتك المشتعلة آمين.