ويقول أيضاً ..
فى الصف الثانى نجحت بمادتين ومنها مادة اسمها اجتماع اقتصادى وهذه المادة كلها أرقام وحسابات فكانت ثقيلة فى الفهم وكانت عبارة عن ستة فصول (وكل فصل أعقد من الفصل السابق له) فسهرت حتى الصباح أستذكر دروسى فى هذه المادة واكتفيت بثلاثة فصول وقلت حلها على اللـه والسيدة العذراء والأنبا مكاريوس ولما ذهبت إلى اللجنة واستلمت ورق الأسئلة كانت المفاجأة الكبرى وهى أن الامتحان فى الفصول الثلاثة التى لم أستذكرها فاسودت الدنيا فى عينى وأصبت بالإحباط وكنت أريد أن أسلم الورقة وأخرج من اللجنة وهذا كان فى أول عشرة دقائق من بداية اللجنة وسط ذهول زملائى والسادة الملاحظين، فجاء المراقب على هذه اللجنة يطمئننى ويقول لى: "اكتب أى حاجة"، وأنا ناسى كل ما قرأته ومحتار ولكن وسط هذه الحيرة كنت أطلب القديس الأنبا مكاريوس والسيدة العذراء والشهيد العظيم أبى سيفين وغيرهم .. ووسط هذا ألهمنى رب المجد بشفاعة القديسين والشهداء السابق ذكرهم .. بأن أصنع امتحان من عندى وأجاوب عليه وأنا فى داخلى ولكن أصوات فى أذنى تقول لا تخف تشدد باسم الرب فبدأت بنفس صيغة الأسئلة التى وضعها دكتور المادة وبدأت أجاوب من الفصول التى قد ذاكرتها وأنا بكتب كنت أشعر أن القلم يكتب وحده كانت هناك قـوة خفية تحركه وهكذا مع باقى الأسئلة لدرجة أننى طلبت استمارة إجابة أخرى وسط ذهول الملاحظين وزملائى. وظهرت النتيجة وكنت متوقع أننى من الراسبين فى هذه المادة ولكن مفاجأة جعلتنى مذهولاً وغير مصدق ضارباً كف على كف لأننى نجحت فى هذه المادة وبتقدير جيد كيف ذلك؟ مستوى العقل البشرى لا يستطيع أن يدرك ذلك.
فشكراً لكَ يا أبى القديس الأنبا مكاريوس والسيدة العذراء والشهيد أبى سيفين الذين أعموا جعلوا الدكتور المصحح يعطى تقديراً لم اكن احلم به لأننى كنت طالب النجاح فيها فقط.