عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 06 - 2012, 07:47 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,950

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل ضاعت أسفار من الكتاب المقدس؟

سلامة أسفار العهد الجديد
قال المعترض: «هناك 11 رسالة منسوبة للمسيح ضيَّعها المسيحيون، كما ضيَّعوا تسع رسائل ليوحنا، ورسالتين لكل من أندراوس ومتى وفيلبس، وإنجيلاً لبرثلماوس، وإنجيل توما وأربعة من أعماله، وإنجيل يعقوب ورسالتين له، وإنجيل متياس وعملين له».
وللرد نقول: ظهرت كتب ذكرها المعترض ترجع إلى أواخر القرن الثاني، وظهر أغلبها في القرن الثالث، وقد رفضها المسيحيون وكذَّبوها فور ظهورها. فلم يسمع أحد عن «رسالة أبجر أمير الرها» و«رسالة يسوع المسيح» إلا في القرن الرابع، عندما تحدث عنها يوسابيوس. وأما «رسالة بولس الرسول إلى لاودكية» فقال العلامة جونس إن أحد الرهبان ألَّفها قبل الإصلاح اللوثري، وبناها على بعض آيات من رسائله الصحيحة، فهي حديثة عهد، ولم تُكتب باليونانية لغة الرسول. أما رسائله الست إلى «سنيكا» وثماني رسائل هذا الفيلسوف إليه، فهي ترجع إلى القرن الرابع، وذكرها إيرونيموس وأغسطينوس ونبَّها على أنها مفتعلة. أما إنجيل «ولادة مريم» فوُجد في القرن الثالث، وكان يعتقد به كثير من أصحاب البدع والضلالات، واشتهر بالأقوال المتناقضة، وهو يشبه «إنجيل يعقوب» ومؤلفه هو أحد اليهود اليونانيين، فدحضه قدماء المسيحيين وأئمتهم. أما «إنجيلا الطفولية» المنسوبان إلى توما فكان يعتقد بهما المرقيونيون. أما «إنجيل نيقوديموس» المسمى أيضاً «أعمال بيلاطس» فلفّقه لوسياس شارينوس في أوائل القرن الرابع، واشتهر بأنه لفق أيضاً أعمال بطرس وبولس وأندراوس وغيرهم من الرسل. أما كتاب «عقائد الرسل» فلم يُسَمّ بهذا الاسم لأن الرسل هم الذين كتبوه، بل لأنه يشتمل على عقائدهم، وعلى أقوال كيرلس الذي كان أسقفاً في أورشليم في القرن الرابع. أما «أعمال بولس وتكلا» فألّفه أحد القسس المسيحيين في أوائل القرن الثاني، واعترف بأن الباعث الذي حمله على ذلك إعجابه ببولس، فجرَّدوه عن وظيفته.
وقال القديس أوريجانوس: «تتمسك الكنائس المسيحية بأربعة أناجيل فقط. أما أصحاب البدع فعندهم أناجيل كثيرة مثل إنجيل المصريين وتوما. ونحن نطالعها لكي لا نُرمَى بالجهل، ولأن الذين يتمسكون بها توهَّموا أنهم أُوتوا علماً عظيماً». وقال القديس أمبروز: «إننا نقرأها لا لأننا نقبلها، فإننا نرفضها رفضاً باتاً. وإنما نقرأها لنعرف ما فيها».
وإليك الحقائق التالية للرد على الاعتراض:
(1) تأمر المسيحية بالبحث والدرس طاعةً لأمر المسيح: «فتّشوا الكتب» (يوحنا 5: 39) وقال يوحنا: «امتحنوا الأرواح هل هي من الله؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم» (1يوحنا 4: 1). يعني: استعمِلوا عقولكم للتمييز بين الهُدى والضلالة.. كما أنها تحذِّرنا من قبول تعاليم ملتوية، بحسب النصيحة: «إن كان أحدٌ يبشّركم بغير ما قبلتُم، فَلْيكن أناثيما (أي محروماً من الله)» (غلاطية 1: 8، 9). وطاعةً للقول: «تمسَّك بصورة الكلام الصحيح (أي الألفاظ والحروف)» (2تيموثاوس 1: 13). قال الله: «إن كان أحد يزيد على هذا (كتاب الله) يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب، وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوَّة، يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب» ( رؤيا 22: 18، 19).
(2) لم يذكر المسيحيون الأولون من عصر الرسل أسماء أيٍّ من هذه الكتب في مؤلفاتهم العديدة، لا في مؤلفات أكليمندس أسقف روما ولا أغناطيوس ولا بوليكاربوس ولا هرماس، وقد كتبوا من سنة 70-108م. ولم تُذكر في الجداول التي دُوّنت فيها أسماء الكتب المقدسة.
(3) كان جميع المسيحيين يتعبدون بتلاوة أسفار العهد الجديد كما هي بين أيدينا اليوم، كما كان اليهود يتعبدون بتلاوة التوراة في مجامعهم. فيقول بولس الرسول: «ومتى قُرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تُقرأ أيضاً في كنيسة اللاودكيين، والتي من لاودكية تقرأونها أنتم أيضاً» (كولوسي 4: 16). وشهد يوستين الشهيد في أوائل القرن الثاني المسيحي أنه جرت عادة المسيحيين أن يجتمعوا في يوم الأحد للتعبُّد بتلاوة رسائل الرسل وأقوال الأنبياء. وقال ترتليان إن المسيحيين يجتمعون لقراءة الكتب المقدسة في يوم الأحد ويرتلون المزامير. وهكذا شهد كبريان وديونسيوس وغيرهما من قدماء المؤلفين. وقرر مجلس لاودكية ومجلس قرطاجنة عدم جواز تلاوة غير الكتب الإلهية.
(4) تُرجمت الكتب المقدسة إلى لغات شتى كما هي بين أيدينا اليوم، وكُتبت عليها التفاسير.
(5) لم يذكر أعداء الديانة المسيحية (الذين كان دأبهم إيراد الآيات من الأربعة الأناجيل للتهكم عليها أو تحريف معناها) شيئاً من الكتب التي ذكرها المعترض. ولو كانوا يعلمون بوجودها، وأن المسيحيين يعوّلون عليها، لساعدتهم على أغراضهم السيئة.
علماء مسيحيون يوردون جدولاً بأسفار الإنجيل الموحى بها يطابق ما بين أيدينا اليوم:
(1) كتب أئمة المسيحية جداول بأسماء الكتب المقدسة، كان أولها جدول العالِم العظيم أوريجانوس الإسكندري، (بعد يوحنا الرسول بمئة سنة). وجدوله محفوظ في باريس، وذكره يوسابيوس في تاريخه، وفيه الأربع بشائر وأعمال الرسل ورسائل بولس الأربع عشرة ورسالتي بطرس وثلاث رسائل يوحنا وكتاب الرؤيا. وهو الموجود عندنا اليوم. ولم يذكر الكتب المفتعلة، مما يدل على أن المسيحيين لم يعرفوا سوى كتبهم الموحى بها.
(2) اجتمع مجمع الأساقفة في لاودكية، وكان من قراراته كتابة جدول بأسماء كتب العهد الجديد، وهي ذات الكتب التي بأيدينا الآن، وبعد التئام هذا المجلس بسنين قليلة كتب أسقف سلاميس في جزيرة قبرص كتاباً ضد البدع، كتب فيه جدولاً بأسماء كتب العهد الجديد، وهي ذات الكتب التي بأيدينا تماماً. وفي ذات العصر كتب غريغوريوس النازيانزي أسقف الأستانة قصيدة ذكر فيها أسماء كتب العهد الجديد.
(3) كتب إيرونيموس (جيروم) الذي ترجم التوراة إلى اللاتينية جدولاً بأسماء كتب العهد الجديد، وهي ذات الكتب الموجودة عندنا.
(4) التأم مجمع كنسي في قرطاجنة، حضره القديس أغسطينوس أسقف هبّو، وكتب جدولاً بكتب العهد الجديد يطابق الموجود عندنا الآن.
الأدلة الداخلية على بطلان الكتب التي ذكرها المعترض:
(1) هذه الكتب المفتعلة تحاول تأييد تعليم منافٍ للحق. فهي مثلاً تعلّم قداسة «ذخائر القديسين». جاء في إنجيل «طفولية المسيح» أنه لما أتى المجوس من المشرق إلى أورشليم، حسب نبوَّة زردشت، وقدموا هداياهم، أعطتهم القديسة مريم بعض الأقماط التي كان الطفل ملفوفاً فيها على سبيل التبرُّك، فقبلوها باحترام عظيم.. ولما كان البعض يميل إلى رفع القديسة مريم فوق رتبتها، ولم يجدوا في كتاب الله ما يؤيد رأيهم، لفّقوا «إنجيل ولادة مريم» وقالوا فيه إن الملائكة أنبأوا عن ولادتها. ونسبوا إليها في «إنجيل يعقوب» وفي «إنجيل الطفولية» معجزات فعلتها بنفسها أو بمساعدة الطفل يسوع، وغير ذلك مما كانت تجهله أهل القرون الأولى، وإنما ظهرت هذه البدع في القرنين الرابع أو الخامس.
(2) تروي البشائر الأربع الحقائق والأحداث ببساطة، بدون تصنُّع ولا تكلّف. ولم يتردد الرسل عن ذكر أي شيء حتى وإن كان لا يلائم ميولهم، ممّا يدل على أن الحوادث التي ذكروها هي من وحي الله. هذا بخلاف الكتب المفتعلة، فإنها مشحونة بالحوادث التافهة الفارغة مما يدل على بطلانها، فمثلاً جاء في «إنجيل ولادة مريم» أن المسيح صعد بدون مساعدة أحد على دَرْج الهيكل بمعجزة لما كان عمره ثلاث سنين، وكان ارتفاع كل درجة نصف ذراع، وأن الملائكة كانت تخدم مريم في طفوليتها. وكذلك ذُكر في الإنجيل المنسوب إلى يعقوب الأصغر محاورة فارغة بين والدة مريم وخادمتها، وورد أن الملائكة كانت تخدم مريم. وذكر إنجيل توما قصصاً تافهة عن طفولة المسيح وتربيته، ونُسبت إليه معجزات انتقام عند تعلُّمه الأبجدية. وروى إنجيل مريم وطفولية المسيح وتوما معجزات فارغة قامت بها العذراء مريم والمسيح في طفولته، مثل مساعدة مريم ليوسف في حرفته، فإذا أخطأ أصلحت خطأه في صناعته. مع أن الغاية من المعجزة تأييد الرسالة والتعليم.
(3) ذكرت هذه الكتب المفتعلة أشياء لم تحصل إلا بعد عصر المؤلف المنسوب إليه هذا الكتاب، فذكر فيه: «طوباك يا أبجر لأنك آمنت بي مع أنك لم ترَني، لأنه مكتوب عني: لكي لا يؤمن الذين رأوني، ويؤمن الذين لم يروني». يشير بهذا إلى قول المسيح لتوما: «طوبى للذين آمنوا ولم يروا» (يوحنا 20: 29). ولا يخفى أن يوحنا الرسول كتب إنجيله بعد أن مات كل الذين نُسبت إليهم هذه الكتب. وورد في «إنجيل نيقوديموس» أن اليهود خاطبوا بيلاطس بكلمة «سموّكم» وهي كلمة لم يعرفها اليهود، ولم تكن مستعملة وقتها. وذكر فيها أن المسيح أشار بعلامة الصليب على آدم وجميع القديسين في جهنم قبل إنقاذهم، مع أن علامة الصليب لم تشتهر إلا في القرن الرابع.
(4) يتنافى أسلوب الكتب المفتعلة مع طريقة وكيفية تدوين الوحي الإلهي الصحيح:
( أ) فالأسماء التي ذُكرت في إنجيل نيقوديموس بدعوى أنها أسماء يهود هي أسماء يونانية ورومانية وغيرها، مما يدل على كذب هذه الكتب. (ب) وإنجيل نيقوديموس الموجود الآن، ليس باللغة اليونانية (لغة الوحي) بل باللاتينية. (ج) والرسائل المنسوبة إلى بولس الرسول ليس عليها مسحة أقوال الرسول الإلهية، بل هي مجرد تحيات، فافتتحت الرسالة إلى سنيكا بقوله: «أتمنى رفاهيتكم وخيركم يا أخي». وخُتمت الرسالة الخامسة إلى سنيكا بقوله: «أودعكم في أمان الله أيها الأستاذ الأكرم». وهي منافية لطريقة بولس، ومنافية لأسلوب كتابة ذلك العصر، ولم يستعملها الناس إلا بعد عصر الرسول بولس بمئات السنين.
(5) نسبت هذه الكتب إلى الرسل أشياء منافية للتواريخ المقدسة وغيرها، فتروي «رسالة أبجر أمير الرها» أن أبجر اعترف بأن المسيح هو الله، وبعد ذلك طلب منه أن يقيم في الرها لينقذه من مكائد اليهود. وهذا تناقض، لأنه إن كان أبجر آمن بأن المسيح هو الله فيكون قادراً على إنقاذ نفسه. وذكر في المكاتبات التي ادَّعوا حصولها بين بولس وسنيكا أن بولس كان في روما، ثم قال إنه لم يكن فيها، واشتكى من غيابه في الرسالة الخامسة إلى الثامنة. وذكرت في هذه الرسائل أسماء قناصل روما محرَّفة، ومرة قيل إن بولس حذر سنيكا من إعلان إيمانه المسيحي أمام نيرون، وهذا منافٍ لتعليم بولس عن ضرورة إعلان الإيمان والمناداة به. وفي «إنجيل نيقوديموس» قيل إن بيلاطس ذكر تاريخ بني إسرائيل، وفي مكان آخر قيل إنه كان يجهله.
  رد مع اقتباس