هل إحساسي خطأ أم  صواب ،حينما أشعر أن كل ما يحدث لي هو من الله  وأن الله يضع الناس  في طريقي ، ويحركهم  في اتجاهات معينة ؟… 
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++  ++++++++++++++++
كل ما يحدث  حولك أو لك من الخير هو من الله . 
روح الله القدوس يحرك  الناس إلي الخير ، يرشدهم  إلي حياة  البر .  يضعهم في طريقك لفائدتك  . ويقول الكتاب " كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله   "( رو 8: 28) . ولكن ماذا عن الشر الذي يحدث لك ، أو يحدث من حولك ؟ هل نجرؤ ونقول إن الله   قد حرك الناس لفعله ؟! حاشا … 
إذن الشر الذي  يحدث  لك ، ليس هو من الله . لأن الله لا يحرك الناس لفعل الشر … 
إنه – تبارك  أسمه -  قد منح  الناس حرية إرادة . وقد تنحرف حرية إرادتهم نحو الشر . ليس لأن الله يحركهم إليه ، وإنما لأن الشر الذي في قلوبهم هو السبب في ما يرتكبونه من أخطاء نحوك  أو نحو غيرك . 
والله لا يريدهم أن يخطئوا . ولكنه  يسمح ان يحدث هذا ، ويعاقب عليه
 فهو لا يشاء الشر ،   ولا يحرك الناس إليه ، ولكنه في نفس  الوقت لا يسير الناس نحو الخير ، ولا يرغمهم عليه . بل يحثهم عليه ، ولكنه يتحرك لحرية إرادتهم أن تشترك مع المشيئة الإلهية . وأن رفضت  ذلك   ، لا يرغمها . إلا في  حالات الإنقاذ   التي تتدخل فيها إراده الله لمنع   شر، احبائه … 
فلا تبالغ ، ولا تقل إن كل  شئ يحدث  لي هو من الله . 
بل  قل : وأما الشر   فهو  من الشيطان أو من الناس الأشرار . 
ومع ذلك ، فالله قادر أن يحول الشر إلي الخير 
كما حدث   في قصة يوسف الصديق مع أخوته ." الشر الذي فعلوه به ، كان منهم هم من حسد هم وغيرتهم وقساوة قلوبهم . ولكن الله حول الشر  إلي خير . ولذلك قال يوسف لأخوته " أنتم أردتم  لي شراً أما  الله فأراد  به خيرا " ( تك 50: 0) 
الله لم يحرك إخوة يوسف نحو الشر ، . ولكنه حول  شرهم  إلي  خير . وبنفس  الأسلوب نقول إن الله لم يحرك  يهوذا  إلي خيانة  معلمة   نتيجة   هذه الخيانة إلي الخير .