عند سماع هذا الكلام تخشع قلب الراهب اواصاف وابتدأ بتلاوة صلاة يسوع. وبقدر ما كان يرددها، بقدر ما كان قلبه يتحرك بمحبة الله. فتلاشت كل الأفكار التي كانت تسبب لذهنه الاضطراب، وتحرر من جبنه، وتمنطق بقوة إلهية.
نظر اليه مرشده بلطفه المعهود وأضاف: "أترى كيف أمسيت أفضل حالا؟ إن أردت أن تخلص فلا تنزع هذه الصلاة لا من فمك ولا من ذهنك ولا من قلبك، إذ بواسطتها تكتسب ذهنا نقيا وقلبا مفعما بالعشق الإلهي، وتعاين اسرار الله. لكن احرص على أن يكون لك أولا اعتراف دقيق أمام أبيك ومرشدك الروحي بكل ما يحصل معك خلال يومك".
بعدما فرغ مرشده من كلامه هذا، أخذ يسير قدما في طريق أضيق من الأول، وقد تعلقت على أسواره عدة صلبان. ولكي يشير القائد الى الطريق الذي عليهما اتباعه رسم إشارة الصليب ثم أردف قائلا:
"لصليبك يا سيدنا نسجد ولقيامتك المقدسة نمجد ".
وطلب من الأخ إواصاف أن يحذو حذوه.