عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 06 - 2012, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
مريم فكرى
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية مريم فكرى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 61
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,297

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

مريم فكرى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن الانبا ابرام اسقف الفيوم معونة المحتاجين واب الفقراء

لنكمل الحديث عن القديس العظيم الانبا ابرام


إضغط هنا لمشاهدة الصوره بحجمها الأصلي 743x580px.
موضوع متكامل عن الانبا ابرام اسقف الفيوم معونة المحتاجين واب الفقراء

نقف الآن امام عملاق من عمالقة الكنيسة القبطية .. رجل بلغ قمة القداسة بل بلغ ذروة الكمال فى كافة الفضائل المسيحية ... هو واحد من أولئك الأشخاص النادرين الذين يرسلهم الله إلى هذا العالم ليملأوه بالنور .. وليدرك الناس بالتأمل فى حياتهم إلى أى قمة يستطيع الانسان الممتلئ من روح الله أن يسمو إليها ... قديس يستحق أن يقف جنبا إلى جنب بجوار قديسى الكنيسة القبطية العظام فى قرونها الأولى وهو ....

+ الأنبا ابرام أسقف الفيوم +

الذى كانت حياته منارة ساطعة .. والذى انبعثت منه رائحة السيد المسيح الزكية فى مصر ومنها إلى العالم الخارجى .

* ولد هذا البار فى قرية دلجا بملوي فى سنة 1829 بإسم بولس غبريال من أبوان فاضلان ومملوءان من النعمة مشهورين بالتقوى وخوف الله ونستطيع ان نجزم بأن شجرة حياة الأنبا ابرام التى أزهرت وفاحت رائحتها فى كل الأقطار هي ثمرة البذرة المباركة التى غرسها فيه والداه منذ السنين الأولى لنشأته .

انتقلت والدته إلى الفردوس وهو فى الثامنة من عمره .. وتعلم فى كُتاب القرية وحفظ المزامير والألحان الكنسية والكتاب المقدس ثم رُسم شماسا فقام بواجبات تلك الرتبة الكنسية بكل الأمانة والتقدير لعظمتها ...

* ثم اشتاقت نفسه إلى السيرة الملائكية التى للرهبنة

فتوجه إلى دير السيدة العذراء المحرق بجبل قسقام وهو فى سن التاسعة عشر ووضع فترة تحت الأختبار لمس فيه خلالها رهبان الدير صلاحه وتواضعه وإنكاره لذاته وكان الجميع يرون فيه عنوانا للفضائل ونبراسا للتقوى فزكوه بالاجماع لينضم إلى مجمعهم المبارك فأقاموه راهبا باسم بولس الدلجاوى المحرقى وذلك في سنة 1848

فتقدم في كمال حياة الرهبنة ولا سيما نذر الفقر الاختياري والطاعة وعاش بنسك عظيم ومحبة للجميع ففاح عطر سيرته حتى سمع عنه الأنبا ياكوبوس مطران المنيا فعينه وكيلا للمطرانية فحول المطرانية إلى دار لإخوة الرب والمحتاجين الذين كان لا يرد طلب أيا منهم وابتدأ ينتشر خبره واحسانه على الجميع فكانت المطرانية تمتلئ بهولاء المحتاجين وهو بدوره يعطيهم ولا يبخل عليهم .....

ثم رقاه الأنبا ياكوبوس قسا فكانت نعمة الكهنوت منطلقا جديدا له ودفعا اكثر لمواهبه وحبه العميق ...

+ واستمرت خدمته فى مطرانية المنيا لمدة خمس سنوات طلب بعدها من الأب المطران ان يعود إلى ديره فأجاب طلبه بعد ان عرف انه اشتاق إلى حياة الدير والوحدة وبعد عودته للدير زكاه الرهبان لرئاسة الدير فأزدان الدير برئاسته واصبح الدير ملجأ لالوف الفقراء الذين سمعوا بآيات بره وعطفه على امثالهم ... وتتلمذ على يديه الطاهرة الكثير من الرهبان ...

+ وزاد اهتمامه بالفقراء وأصبح يعطيهم كل ما يملك فثار عليه رهبان الدير الشيوخ واتهموه بتبذير اموال الدير ووصلوا إلى غرضهم بعزله من رئاسة الدير ...

وكان هذا العزل لا يعنى إلا استئصال فضيلة الرحمة ونزع للحق والعدل ... ولم يكتفى هؤلاء الرهبان بعزله من الرئاسة بل سعوا جاهدين لإبعاده عن الدير ولكونه رجل روحانى يتتبع خطوات ملك السلام فقد رأى حسما للنزاع ان يغادر الدير وذهب ليعيش فى دير البراموس وهكذا شاءت العناية الإلهية ان يزامل القمص يوحنا الناسخ الذى أصبح فيما بعد البابا كيرلس الخامس و ارتبط به بمحبة اخوية

وهنا نقف لنتأمل هذة الحكمة الالهية التى شاءت ان يكون هذان الابوان فى هذا الارتباط الاخوى الروحى لنردد قول الرسول

(( يا لعمق غنى الله وحكمته ، ما أبعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء ))
رومية 11 : 33 . ..

لأنه بعد ان جلس البابا كيرلس على كرسى البشير مرقس ووجد ان أهل الفيوم فى حاجة إلى راع يعرف معنى السهر والرعاية الحقة أختار أخاه الروحي القمص بولس الدلجاوى ورسمه أسقفا باسم الأنبا ابرام وذلك فى سنة 1881 م وكانت الجيزة تابعة لايبارشية الفيوم فى عهد الانبا ابرام وكان مقر الاسقفية فى الفيوم ...

فبدأ عهدا جديدا لهذة الايبارشية المباركة عرفت فيه معنى جديدا للرعاية والأمانة ...

وعندما اراد البابا كيرلس ان يرقيه إلى رتبة المطران
رفض فى اتضاع معتذرا بأن الكتاب المقدس ذكر فقط رتبة الأسقفية .. بل انه بعد سيامته اسقفا لم يغير صليبه الذى كان معه وهو كاهن وظل يمسك نفس الصليب حتى نياحته .
+ ولقد ذاع صيته خارج الحدود المصرية
فأراد الكاتب الانجليزى ليدر ان يراه فتفاهم مع بعض أصدقائه من محبي رجل الله لكي يوصلوه إليه وبعد ان تحدد ميعاد الزيارة حاول بعض الأصدقاء القبط ان يقنعوا الأنبا ابرام بمقابلته فى بيت احد وجهاء الفيوم لأن الغرفة التى يقطنها على جانب كبير من التقشف ... سرير وإلى جانبه مائدة خشبية وبعض الكراسي البسيطة جدا.. ولكن الأسقف الجليل رفض بإصرار أن يغادر غرفته وعلى ذلك جاء ليدر وزوجته إليه فى مقره ...
ويحكى هذا الرجل
عما ملأه من مشاعر الرهبة والدهشة والخشوع عند مرأى رجل الله جالسا فى بساطة لم يعتادها هذا الرجل من رجال الدين فى بلاده ... وبعد حديث قصير صلى الانبا ابرام وقرب نهاية الصلاة ردد (( كيرياليسون )) إحدى وأربعين مرة ..

ومما قاله ليدر أنه حين بدأ القديس الوقور يقول كيرياليسون كان يحس بأن رحمة الله تهبط عليه بالفعل وتظلله هو و زوجته . وبعد خروجه من عند القديس قال هذا الأجنبى الجنس لقد رأيت اليوم رجلا قديسا من طراز رسل المسيح وفى طقس الأباء الروحانيين الاوائل .. وأضاف قائلا : لو علم شعب هذة المدينة أى شرف وكرامة قد اعطى الأنبا ابرام لمدينتهم لأيقنوا أنهم سيظلون إلى الابد مدينين لهذا الرجل ....

* حزمـــــه ....

دعاه البابا ذات مرة لمحاكمة احد الكهنة استضاف أسقفا محروما فى منزله وقدم له الطعام واجتمع المجمع وقٌرأ الاتهام ... وأعلن البابا ان هذا الكاهن مخالف ومستحق القطع من الكنيسة .. وصدر الحكم بالقطع .. ووقع عليه البابا ثم سلمه إلى قلينى باشا فهمى الذى كان من اكبر اراخنة الكنيسة فى ذلك الوقت فوقع عليه بدوره وسلمه للأنبا ابرام ليوقع عليه ...
اما القديس فرفض التوقيع قائلا : لست اجد علة تستوجب قطع هذا الكاهن .. لأنه نفذ وصية انجيلية .. ألم يعتبر الانجيل أن من يأوي غريب فهو قد آوى المسيح نفسه .. ألم يقل . كنت غريبا فآويتموني ؟ ... واعلن القديس رفضه للحكم فقال له قلينى باشا ان هذا قرار البابا ولابد لك من التوقيع عليه فأصر القديس على موقفه وهنا مال احد الحاضرين على أذنه قائلا : الا تعرف من الذى يكلمك ؟ انه قلينى باشا ... فأجاب القديس بكل حزم ومن هو قلينى باشا ... ألم يخاطب الله موسي ؟ .... ألم يكن تلاميذ المسيح من الصيادين البسطاء ؟ ... وترك المجمع ومضى خارجا فارسلوا اليه يسترضوه فقال حى هو اسم الرب لن اصعد سلم هذة الدار مرة اخرى ان لم تحضروا الحكم وأمزقه ... وفعلا فى محبة وفى إجلال لهذا القديس العظيم جاءوا اليه بالحكم ومزقه وسامحوا الكاهن ...

عجبا!!!!! .... اين بساطتك ياسيدى القديس ؟ اين وداعتك ؟ …. نعم كان بسيطا و وديعا لكنه كان حكيما و حازما





علاقته بالكتــاب المقــــدس ...
كان القديس دائم القراءة فى الكتاب المقدس لدرجة انه كان يتم قراءة الكتاب كله كل اربعين يوما فكان مثالا حيا على ان كلمة الله حية وفعالة واقوى من كل سيف ذي حدين

* علاقته بالحكــــــام ....
كان كل مديرى اقليم الفيوم دائمى الزيارة للقديس لأخذ بركته والانتفاع بنصائحه وحكمته وكان اى واحد منهم اذا واجهته اى مشكلة فأنه يتوجه للأنبا ابرام وعنده يجدون كل الحلول ويخرجون من حضرته بكل سعادة وفرح ...
مرة زار الخديوي توفيـــق الفيوم وقابل القديس فرحب به فى بشاشة كبيرة وسأله ان يصلى من اجله قائلا له ( انت رجل مبـروك ) وكانت هذة المقابلة حديث جميع الناس حيث كان الجميع يعرفون ان الخديوى تركى متعجرف فلماذا قابل الأسقف بهذة الحفاوة والاحترام ... لماذا ؟
لأن الانبا ابرام كان يحب الجميع فأحبه الجميع

* علاقته مع غير المسيحيين ....
كان كثير من غير المسيحيين يأتون للقديس لنوال بركته كما كان فقراءهم يشتركون فى سؤال القديس عن احتياجاتهم وهو لم يكن يصرف احدا فارغا ......
كان هناك احد الأشخاص غير المسيحيين رفض أهله مساعدته فقال لهم سأذهب لأسقفالنصارى !!! ولما سمع القديس كلامه قال له ( الأسقف للجميع .... للمسيحي وللمسلم )
فقد كان يحب الكـل ....
يطلب من اجل الكـل ....
يشفى الكــل ...
يعطى الكــل

+ نياحتـــــــــــــــــه .......
بعد ثلاثة و ثلاثين عاما فى الاسقفية وبعد أن أشتم الناس من حياته على الأرض رائحة المسيح ... وبعد عمل الكثير من المعجزات للجميع ...

بدأ النهار يميل ....
وسمح الله بمرض الزمه الفراش حوالى شهر ليودعه أبناءه... مكث هذا الشهر محتملا الآم المرض رافضا علاج الأطباء مسلما الأمر للرب قائلا : ان عشنا او متنا فللرب نحن ....

وقد علم القديس بساعة إنتقاله فقال لهم أعدوا المنامة بدير العزب ...
وما ان سمع اولاده هذا الكلام حتى انسابت الدموع من اعينهم وغمرهم حزن شديد وقد احسوا بقرب فراق أباهم الروحى ....

وفى العاشر من يونيو عام 1914

خرجت صفوف القديسين والملائكة ترحب بروح الأنبا ابرام بعد أن عبر وادى الدموع وجاهد وانتصر وآن له الآوان ليكلل بأكليل الحياة التى لا تفنى وليسمع صوت فاديه قائلا : نعما ايها العبد الأمين ..... أدخل إلى فرح سيدك .....

* وسرى الخبر الحزين فى جميع انحاء الكرازة وتقاطرت الجماهير إلى الفيوم للتبرك منه ووداعه ...

وقد بكاه كل من تعامل معه .. بكاه الكبير والصغير .. بكاه الغنى والفقير ... بكاه المسيحيين والمسلمين ... بكاه كل ابناء الشعب ..

وتمت الصلاة على جثمانه الطاهر فى كنيسة السيدة العذراء بالفيوم ..

ثم خرج موكب الوداع من الكنيسة إلى دير العزب الذى يبعد عن الفيوم حوالى 6 كيلومترات المكان الذى أعدت فيه منامة القديس ...

وقُدر عدد المودعين له بأكثر من 30 الف شخص ..

وقد أبى المشيعين ان يحمل جثمان القديس فى العربة المخصصة لنقل الموتى بل اندفع عدد كبير من المسيحيين والمسلمين وحملوا الجثمان على اكتافهم مدفوعين بعامل التبرك من هذا الجسد الذى صار هيكلا للروح القدس ...

جسد الرجل الذى وهب نفسه للجميع بلا تفريق .. وقد أعدت السكك الحديدية يومذاك قطارا خصيصا لنقل المشيعين لجثمان القديس إلى دير العزب ..

ووصلوا إلى كنيسة ابى سيفين بالدير واودعوا الجسد الطاهر تحت المذبح بكل إكرام وخشوع ..

+ روحه تحملها الملائكة .
....

عند انطلاق روح القديس رأى حكمدار الفيوم فى ذلك الوقت ( وهو غير مسيحى ) ...

رأى منظرا عجيبا .. مركبة عظيمة تحمل القديس وتجرها الخيول وركابها من الملائكة المحيطين بالقديس يصرخون اكؤاب اكؤاب ..

فقال لزوجته انظرى هذة المركبة التى تجرها الخيول وتحمل أسقف النصارى ... يظهر انه مات ... ثم بعد قليل جاءه الخبر بنياحة القديس
..

وأخذ يسأل عن معنى اكؤاب اكؤاب فأوضحوا له معناها وهى قدوس قدوس ... فتأثر جدا .... وقد تقدم تشييع الجنازة .
  رد مع اقتباس