وقد شرح القديس سمعان اللاهوتي الجديد هذا السلوك بأجلى بيان بقوله: ((إذا كنتَ مقيماً في دير جماعي للإخوة، فلا ترغبنَّ في اتخاذ موقف الأب الذي قص شعر رأسك(شرطنك راهباً) حتى لو رأيته يزني أو يسكر، ولا ضد أمور الدير التي يبدو لك أنها تجري بطريقة سيئة. وليس هذا فقط بل عليك ألاّ تقف موفقاً مضاداً حتى لو وبَّخك وأهانك وتعرّضتَ للكثير من المضايقات. ولا تجلسنَّ مع الذين يشتمونه ولا تسلكنَّ مع المتآمرين عليه. واصبر عليه حتى النهاية ولا تشغلنَّ فكرك في سيئاته. وَضَعْ في قلبك ما يفعل من أعمال خيّرة، وألزمْ نفشك بتذكُّرها وحدها فقط. وأما ما تراه من أمور غير لائقة، أو شرور تصدر عنه سواء كانت بالفعل أو بالقول، فهذه سجّلْها على نفسك واعتبرها خطايا ارتكبتها أنت وتُبْ ذارفاً الدَّمع. واحسبْه قديساً والتمسْ دعاءَه)).
يُطلب منه هذا ليمتنع عن انتقاد شيخه. لأنّ هذا الإنتقاد من شأنه أن تزول معه الطاعة والإتضاع. والإتضاع أساس الطاعة وغايتها النهائية. فإذا زال تعذّر الخلاص.
سألته: هجمات شخصيَّة؟ ما هذه الهجمات وماذا تعنون بها؟