العوامل الكثيرة الداعمة للإجهاد
إن العوامل التي تحدد ردة فعل الناس على الإجهاد كثيرة ومتنوعة منها: الجسدية (نظام ردة الفعل على الإجهاد عند الجسد)، معرفية (التقدير)، عاطفية (الإحباط)، شخصية (تفاؤلية)، اجتماعية – ثقافية (انتماء إلى خلفية إثنية محددة) وسلوكية (استرتيجيات المواجهة).
يؤثّر الإجهاد على الجسد بطرق عديدة. للجهاز العصبي مكوّنان أساسيان: الجهاز المركزي المؤلّف من الدماغ والنخاع الشوكي، والجهاز الطَرَفي الذي يضمّ ما هو خارج الجسد والعقل النخاع الشوكي، وهو ينقسم إلى الجهاز العصبي الجسدي كالأعصاب التي تمتدّ إلى اليدين والرجلين وغيرها، والجهاز العصبي التلقائي الذي يتألّف بدوره من عنصرين: النظام الودّي والنظام نظير الودّي. الجهاز العصبي التلقائي حاسم في فهم نظام تفاعل الجسم مع الإجهاد. فهو يتّصل بمجاري الدم، المثانة، جهاز التنفس، الجهاز الهضمي، الغدد والقلب.
عندما يسترخي الجسد ويعمل طبيعياً، يعمل النظام نظير الودي. هرمون الأسيتيلكولين هو أحد أهمّ قنوات نقل المعلومات. عندما يكون بؤبؤ العين ضيقاً، واللعاب طبيعياً، والتنفس منتظماً، ونبض القلب نظامياً، وعمليات الهضم فاعلة، والمثانة قادرة على ضبط المحتوى، يكون الإنسان مسترخياً وطبيعياً. عندما يكون الجسم مجهَداً، يعمل النظام الودي. هورمونات الأدرينالين أو الآبيتارفين أو الكوتيزول تكوّن قنوات نقل المعلومات. في حالة إحساس الإنسان بالتوتر، يتّسع بؤبؤ العين، ينشف الفم، يتسارع التنّفس ونبض القلب، تُكبَح عمليات الهضم، ترتفع نسبة التعرّق، ويجري بعض التسرّب من محتوى المثانة....
تأثيرات الإجهاد ماكرة: نمو العدائية، الاستسلام، سوء استعمال الأشياء، ضعف في الإنجاز، إنهاك جسدي وفكري وعاطفي، تعاسة، اضطرابات وقلق، وإحباط. إلى هذا، الإجهاد، كعامل نفسي، يزيد من حدّة بعض الأمراض النفس-جسدية ذات الأسباب الجسدية أو الوراثية، مثل الربو، الأكزيما، مرض القلب، البثور، التوتر، الصداع وألم الرأس، الاضطرابات الجلدية والقروح.