خامسًا، أزمات العائلة في العالم المعاصر ومخاطرها
تتعرّض العائلة المعاصرة لكثير من الافات والتحدّيات والمحن وأهمّها:
1. الطلاق: وهو جحود وكفر برفيق العمر وشريك الحياة وإِعلان إفلاس العهود والعلاقات على ما تخلّف من الويلات والتبعات على الزوجين والمجتمع والأولاد.
يجعل الطلاق الأولاد يتامى والاهل على قيد الحياة، إنّه جرح العيال، والحُبّ هو الدواء مع الصلاة والنعمة واستئصال الأنانيّة والبخل. والعار أن لا يعرف الإنسان قيمة الآخر إِلاّ بعد فقده.
2. الخيانة: هي تشيئ الآخر والانفصال والغربة عن الذات والآخر.هي محاولة تغييب الآخر وتهميشه، وتسجيل المكاسب للذات على حسابه، نتاجها الهزيمة والفشل في الأرض والسماء.
هي طعن بقدس أقداس الشخص الّذي نستبدله وكأنّه انتهى. هي سحق الأنت وتدميره وتهشيمه، وتحسيسه أنّه لم يعد يستحقّ أن نكون له، فنقطع العلاقة والارتباط.
وإذا كانت التكاليف بهذا الحجم والفعل جريمة، فما هي الفوائد والمحاصيل؟
3. تعدّد الزوجات: هو نحر لكرامة الإنسان وقيمته وقداسته واغتصاب حقوقه.
4. الحُبّ المدعو حرًّا: هو مشاعيّة الإنسان وفوضى الغرائز وسيادة الأنا، الّتي تلغي الآخر وتستعمله وتستغلّه. فالشهوة قوة عمياء يقودها الجنون.
5. تجارة الأرحام والتعقيم المفتعل: وهي مؤامرة على الحياة في قدس أقداسها.
6. اعتماد الوسائل الاصطناعيّة لمنع الولادة: هي ثأر البخل من الحياة. أمّا الحلّ فهو التوفيق بين الحُبّ والتناسل الواعي.
7. الإِجهاض: هو الاستقواء على عجز الطفولة الّتي حالفها اللـه. وعدوانيّة مجرمة على الحياة والرحمة في الارحام وتعدٍّ على اللـه في صورته.إنّها تهديد مباشر للحياة في الاشخاص والحضارة جمعاء، وترويج وتسويق لحضارة الموت. لقد صوّر العلماء الجنين وهو يتحرّك في بطن أمّه، وضبطوا ردّات فعله الجنونيّة وهو يهرب من المقصّ الّذي يُلاحقُه بقصد تمزيقه والقضاء عليه. وهذا ما حدا ببعض الأطبّاء إلى التوقّف عن إجراء عمليّات الإجهاض.
8. الانحرافات الجنسيّة واللواط والسحاق وسفاح القربى (علاقة جنسيّة بين الأقارب) والدعارة والخلاعة: إنّها نحر الحُبّ وتعقيمه وتخريب الطبيعة البشريّة ونواميسها في الذات والمهمّة.