كلمة "النَعَم" ومفاعيلها
بكلمة «النَعَم» يتمّ السرّ، ويباركه اللـه بواسطة الكاهن ويتحوّل العروسان في وحدة حياة وحُبّ وتطلُّع ووحدة مسؤوليّة وعمل إلى الابد. يتجسَّد الوعد والسرّ والعهد وتصير الكلمة سرًّا وحياةً ونعمة. هي عمليّة التحوّل الباطنيّ.
أنّ نعمة السرّ تُكمِّل هكذا الحُبّ البشريّ القائم بين الزوجين، وتُرسِّخ وحدتهما، وتقدّسهما في طريق الحياة الأبديّة.
تتجسّد نِعَم سرّ الزواج في:
المُساعدة على الحُبِّ والطهارة والصفاء، فيصير على مثال حُبّ المسيح للكنيسة، وتتحوّل الأسرة إلى كنيسة بيتيّة وإعلان لحقيقة حضور اللـه في العالم وامتداد حضوره الّذي يُحوِّل الكون وكلّ ما فيه إلى أيقونة لله، وكما حوَّل السيِّد المسيح الماء خمرًا في عرس قانا، يُحوِّل حُبّ الأزواج إلى نفحة طيِّبة، إلى حُبٍّ ناضج ونبيل، يحمل لهم السعادة ضمن تقلّبات الزمن والأزمات.
إنّها الضمانة لمصلحة الأزواج وخيرهم، خير الطفل وديمومة السرّ والأمانة.لذلك، رأى آباء الكنيسة، بلسان يوحنّا الذهبيّ الفمّ، «عندما يتّحد الرجل والمرأة في الزواج لا يبدوان بعدُ كشيءٍ أرضيّ، بل هما صورة اللـه نفسه».
أيّ يعكسان طبيعة اللـه عن طريق الحُبّ والصبر، الأمانة والصفح. إنّ للحُبّ ميزة خاصّة بحيث لا يعود الحبيبان كائنين اثنين، بل يصيران كائنًا واحدًا ... إنّهما ليسا فقط متّحدَين، بل هما واحد ... الحُبّ يُغيِّر جوهر الأشياء.
وبفمّ ترتليانوس: «إنّني لعاجز عن وصف السعادة في زواج تبنيه الكنيسة، وتُثبِّته الذبيحة، وتختمه البركة، وتُبشِّر به الملائكة، ويُصادق عليه الآب السماويّ».