ذات مرةٍ، قال لي أحدُ الأزواجِ، وهو متزوج مُنذ 17 عاماً، شيئاً في غايةِ الجمالِ: إنَّه لو كان طُلب منه تحديدُ ماذا يعنى بالنسبة له، كرجلٍ متزوجٍ، لذةُ الاتحادِ الجنسيّ مع زوجته؟ لا يمكنه أنْ يُجيبَ بقوله أنَّ المعنى هو الحياةُ المُمتدةُ على مدارِ 24 ساعة يوميّاً، فهو التَّعبيرُ عن الحبِّ على مدار اليوم كلِّه. وقد حكى لي أنَّه لم يحدثْ أبداً أنَّه اتحد مع زوجته ذات مرةٍ بدون أنَّ يكونا كلاهما مُدركاً تماماً أنَّ حياتهما معاً في هذه الفترةِ تُعبِّر عن موتِ كلٍّ منهما مِن أجلِ الآخر. ويبدو هذا التَّحديدَ تعبيراً فريداً ورائعاً؛ لقد اخترق الحبُّ ونفذ إلى حياةِ الزَّوجين كلها، فهناك الكثيرُ مِن التَّضحيّةِ الواحدٍ مِن أجلِ الآخر، لكنهما عندما يتحدان معاً جنسياً يشعران بلذةٍ وبتحقيقٍ لجسديهمِا، ويُصبح كلُّ هذا حقيقةً مُؤسسةً ومُشخَّصةً في الحبِّ؛ لأنَّ لحظاتَ الموتِ مِن أجل الآخر قد تمَّ تذوّقها في التَّضحيّةِ، فالرجل يُضحِّي مِن أجل المرأة وهي بالمثلِ تُضحِّي مِن أجله. فالاتحادُ إذن هو اتحادٌ مُشبعٌ ومُرضيّ، لأنَّه اتحادٌ في الحقيقةِ، فهو رمزٌ واقعيٌ يُعلن محتوىً حقيقيّاً، محتوى قد تجسَّد في الواقعِ المُعاشِ؛ وأي اتحاد حبي أو جسدي خلافٌ ذلك هو خداعٌ.