الموضوع: الصلاة الربية
عرض مشاركة واحدة
قديم 16 - 09 - 2014, 01:31 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصلاة الربية

عندما نصلّي: 'أبانا'، يجب أن نفكّر في وحدة الحياة التي لنا مع الله في المسيح يسوع بالروح القدس، وأن نفكّر تاليًا في أنّ هذا النداء لا يكون نداءنا حقًا ما لم نسمح للروح الذي حلّ في قلوبنا بأن يفيض فينا المحبّة الحقّ للبشر جميعًا، ونقبل أن نكون أداة الشهادة التي ينيرها هو (أي الروح) ويقودها في العالم (رومية 5: 5
أبانا الذي في السموات لا تعني عبارة 'أبانا الذي في السموات' أن الله ليس موجودًا في الأرض، أو كما نقول في طقوسنا ' في كل مكان' (أو انّه بمعنى آخر، محدود في مكان).
المسيحيّة الشرقيّة ذهبت إلى أبعد من هذا التصريح، ففي تعليمها، المتعلّق بالتجسّد خصوصًا، أكّدت أن كل مسافة أو فرق بين الأرض والسماء، أو ما هو فوق وما هو تحت، ألغي في المسيح يسوع. ولعلّ الكلام الذي تورده كتبنا المقدّسة، فيما تربط بين التجسّد ونهاية الزمان (غلاطية 4: 4؛ عبرانيّين 1: 2)،
خير تعبير عن أنّ كلّ شيء قد 'ابتلع' في المسيح يسوع. فيسوع هو، وحده، في هذا الدهر وفي الدهر الآتي، 'المكان' (إذا جاز التعبير) الذي يتجلّى فيه الله المثلث الأقانيم ويظهر للذين قبلوا حبّه وسيادته.
وهذا يمكن توضيحه بتأكيد آخر، وهو أنّ الله الذي هو، في جوهره، 'غير مدنو منه' (قد يكون هذا التعريف هو أحد أهمّ معاني عبارة 'أبانا الذي في السموات') هو إله محبّ (أنظر: إنجيل يوحنّا ورسائله). فالمحبّة هي التي تبسط حقيقة الله الأزلية وكلّ عمله الخلاصيّ في التاريخ.
وهذا يعني أنّ قلب الإنسان هو مسكن الله الحقيقي، 'إنّ ملكوت الله في داخلكم'، يقول يسوع (لوقا 17: 21). ولعلّ كلامه الوارد في إنجيل يوحنّا يوضح ما نريد قوله هنا، وهو:
'إذا أحبّني أحد حفظ كلامي فأحبّه أبي ونأتي إليه فنجعل لنا عنده مُقامًا' (14: 23).
  رد مع اقتباس