عرض مشاركة واحدة
قديم 05 - 09 - 2014, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,327,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: آلام المسيح وصلبه



19.
في حين أنّ الفعل “رقد” يُستَعمَل كثيراً، في الكتاب المقدّس والنصوص الآبائية، للكلام عمّن تركت نفسه الجسد، لإظهار أنّه مات لكنّه يعيش بالرب، لأن الموت لم يعد له لا قوة ولا قدرة، فلم يُستَعمَل هذا الفعل في الكلام عن المسيح. هذا لإظهار أنّه مات فعلاً، أي أنّ موته ليس ظاهرياً ولا خيالياً بل حقيقة. إذ لو لم يمت لما كان هناك قيامة.
الموت هو انفصال النفس عن الجسد. فالمسيح قدّم نفسه وروحه لأبيه، لكن هذا لا يعني أنّ هناك أيضاً انفصال للوحدة بين الطبيعتين الإلهية والبشرية. إذا كنّا نؤمن بأن الشخص البشري لا يُمحى بالرغم من انفصال نفسه عن جسده، فكم بالحري هذا ينطبق على المسيح الإله-الإنسان. يقول القديس يوحنا الدمشقي أنّه بالرغم من أنّ المسيح مات كإنسان وانفصلت نفسه عن جسده الطاهر، بقيت الألوهية غير منقسمة في كِلَي النفس والجسد، وبقي أقنوم الكلمة بالرغم من رحيل نفسه عن الجسد. إلى هذا، لم يكن لنفس المسيح وجسده شخصيتهما الخاصّة بمعزل عن أقنوم الكلمة. وهكذا حتى ولو انفصلت النفس عن الجسد فقد كانا متحدين أقنومياً في الكلمة.
هذا يعني أن نفسه نزلت إلى الجحيم مع الألوهة لتحرير أبرار العهد القديم من سلطة الموت، بينما بقي الجسد في القبر مع الألوهة، من دون أن يصيبه الفساد والانحلال، بالضبط لأن الألوهة الموحَّدة كانت هناك. بهذه الطريقة، النفس والجسد متحدين بالألوهة “يكسران سلاسل الموت والجحيم”، بحسب ما نرتّل في الكنيسة. النفس مع الألوهة كسرت سلاسل الجحيم، والجسد مع الألوهة قطّع قوة الموت إرباً. القديس قوزما المنشئ أسقف مايوما عبّر عن هذه الحقيقة اللاهوتية في إحدى طروباريات قانون السبت العظيم: “أيّها الكلمة لقد قُتلتَ لكنّك لم تنفصل من الجسد الذي ساهمتَ به، لأنّه ولو انحلّ هيكلك في حين الآلام إلا إنّ أقنوم لاهوتك وناسوتك واحد فقط وفي كليهما لم تزل ابناً فرداً كلمة الله إلهاً وإنساناً” (الطروبارية الأولى من الأودية السادسة).

  رد مع اقتباس