وعلى الرغم من انقسام اليهود إلى شيع وفرق عديدة واختلافاتهم في أمورٍ كثيرة، كانوا مجمعين على أن الأسفار المقدسة موحى بها من الله. وكذلك المسيحيون بالنسبة إلى نصوص العهدين قد أجمعوا على أنها كلام اللّه الحي «كل الكتاب موحى به من الله»(2تي3: 16)
و«كلامك هو حقٌ»(يو17: 17) وقد اؤتمن شعب العهد القديم على حفظ أسفار الناموس والنبوات كقول الرسول بولس:
«فلأنهم استؤمنوا على أقوال الله»(رو3: 1و2).
فالكتاب المقدس الذي بين أيدينا اليوم بلغاته الأصلية، هو هو كما دوّنه الأنبياء والرسل، وتسلّمه آباؤنا الميامين، وسلّمونا إيّاه، سليماً صحيحاً.
وقد تُرجم إلى كل لغةٍ ذات شأنٍ في العالم، ومع هذا مهما اختلفت الترجمات في الألفاظ، والأساليب في التعبير فهي جميعها تتطابق كل المطابقة بعضها لبعضٍ في الجوهر ولا خلاف بالمعنى. ويرجع تاريخ أقدم مخطوطاته العديدة بلغاتٍ شتى، إلى القرن الأول قبل الميلاد لأسفار العهد القديم. أما الكتاب المقدس بعهديه فإلى القرون:
الثاني والرابع والسادس والسابع للميلاد. وهي محفوظة في شتى متاحف العالم وخزانات الكتب الشهيرة. وكان الكتاب المقدس أول كتاب نشر بالطبع بعد اختراع صناعة الطباعة في القرن الخامس عشر.