حذف بعض الأسفار:
وجدد الجدل حول قانونية بعض أسفار العهد القديم، مع ظهور الكنيسة البروتستانتية، إذ رفض بعض فرقها أسفاراً من العهد القديم دعتها (أبوكريفا) وهذه الأسفار هي:
1ــ طوبيا. 2ــ يهوديث. 3ــ حكمة سليمان. 4ــ حكمة يشوع بن سيراخ. 5و6ــ المكابيين الأول والثاني. 7ــ بعض أجزاء من سفر أستير.
8ــ بعض أجزاء من سفر دانيال كتسبحة الفتية الثلاثة القديسين وقصة سوسنة وغيرها.
9ــ باروخ.
وحجة رافضي هذه الأسفار هي أنها لم تكن في تعداد الأسفار القانونية التي جمعها عزرا الكاهن سنة 534ق.م. وإن الإعلانات الإلهية، حسب عقيدة شعب العهد القديم، قد توقفت بعد نبوة ملاخي الذي كان معاصراً لنحميا سنة 433ق.م وإن هذه الأسفار كتبت سنة 200ق.م وما بعدها وإن الأسفار القانونية كلها كتبت بلغتهم العبرية. وإن السيد المسيح ورسله الأطهار لم يستشهدوا بعباراتٍ منها. ورداً على اعتراضاتهم هذه نقول: إن الوحي الإلهي لا يقتصر على لغة واحدة، وإن عزرا الكاهن وحجي وملاخي لم ينظموا في قانون الأسفار المقدسة سنة 534ق.م
إلا ما كان مكتوباً بلغتهم العبرية إذ جمعوها معاً كأسفارٍ قانونية، أما ما كان مكتوباً بالآرامية، أو ما كتب بعد ذلك التاريخ، فلئن كان مكرماً لديهم، ومصدقاً منهم، ولكنهم لم يضعوه ضمن كتبهم القانونية، لعدم ظهور أنبياء لديهم بعد ذلك التاريخ، يخلف أحدهم الآخر، لكي يعترف الخلف بما كتبه السلف، وبهذا الصدد يقول مؤرخهم يوسيفوس فلافيوس:
«لدينا فقط اثنان وعشرون سفراً. ومن أيام أرتحشستا إلى يومنا هذا دونت كل الحوادث، ولكننا لا نستطيع أن نضع فيما دُوِّن نفس الثقة التي نضعها في التواريخ السابقة لأنه لم تكن هناك سلسلة متعاقبة من الانبياء اثناء هذه الفترة».
أما عدم استشهاد السيد المسيح ورسله الأطهار بعبارات من هذه الاسفار فليس دليلاً على عدم اعترافهم بقانونيتها، فهم لم يستشهدوا بعبارات من العديد من الأسفار التي يعترف البروتستانت بقانونيتها أيضاً.