حيث كانت المجامع قد انتشرت في الأرض المقدسة، كما نوه بذلك القديس يعقوب بقوله: «لأن موسى منذ أجيال قديمة له في كل مدينة من يكرز به، إذ يُقرأ في المجامع كل سبت» (أع15: 21).
وقال البشير لوقا عن الرب يسوع ما يأتي: «وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى، ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت، وقام ليقرأ، فدفع إليه سفر إشعيا النبي، ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوباً به...» (لو4: 16و17).
وكلام البشير لوقا هذا يدل على أن الأسفار المقدسة كانت تتلى على مسامع الشعب في المجامع حتى ذلك العهد. وكانت لها المكانة الأولى في قلوبهم. وكانت أسفار العهد القديم، المكتوبة باللغة العبرية، قد جُمِعت ونُظِّمت لتكون مجموعة واحدة مؤلفة من تسعة وثلاثين سفراً قانونياً وذلك سنة 534ق.م بهمة عزرا الكاهن وبمساعدة النبيين حجي وملاخي. أما الأسفار المكتوبة بالآرامية فاستثنيت من تلك المجموعة.
وسنة 285ق.م عندمت ترجمت أسفار العهد القديم إلى اليونانية بأمر بطليموس فيلادلفوس في الاسكندرية أضيفت إلى هذه الأسفار رسمياً الأسفار السبعة التي كتبت باليونانية والآرامية ما عدا سفر المكابيين الذي كتب بعد ذلك التاريخ وترجم بعدئذ وضمّ إليها أيضاً.
وكان هناك خلاف بين يهود الاسكندرية ويهود فلسطين حول هذه الأسفار التي دعيت بعدئذ، من بعض الكنائس، بالأسفار القانونية الثانية، فالاسكندريون دون الفلسطينيين كانوا يقبلونها كلها.
وقد تسلمت المسيحية أسفار العهد القديم من اليهود ومعها تسلمت الخلاف حول بعضها، وظلّ الحال على هذا المنوال، حتى القرن الخامس للميلاد حيث قبلت الكنائس كافة، مجموعة الأسفار كاملة.