تحقيق النبوات التي يبرهن على صدق الكتاب:
ومما يبرهن على صدق الكتاب المقدس، وأنه موحى به من الله، محتوياته، فهو ينطوي على نبوات صادقة، وحقائق إلهية سامية، لا يمكن أن تكون من إنتاج بشر. فأغلب النبوات المدونة في أسفار العهد القديم قد تحققت بعد مرور قرون عديدة على إعلانها، نذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر، النبوات التي قيلت عن مجيء المخلص الرب يسوع المسيح: فمن ميلاده بالجسد من عذراء تنبّأ النبي إشعياء قائلاً: «ولكن يعطيكم السيد نفسه آيةً. ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل»(إش7: 14) وتنبّأ النبي ميخا أنه يولد في بيت لحم أفراثة(مي5: 2) كما حدد دانيال زمن مجيئه إلى العالم وأنه يموت في سنة 482 من خروج أمر ملك فارس لبناء المدينة (9: 25و26) وحددت النبوات أن موته يكون صلباً، أي بثقب يديه ورجليه(مز22: 16)
وإن صالبيه يقتسمون ثيابه بينهم وعلى لباسه يقترعون(مز22: 18) وإن صلبه يكون بين آثمين(إش53: 12) وإن عظماً لا يُكسَر منه، وإنه يطعن في جنبه(عد9: 12 وزك12: 10) وإنه يقوم من بين الأموات (مز68: 1)
في اليوم الثالث (يو1: 17و2: 10ومت12: 10) وأنه يصعد إلى السماء ويجلس عن يمين الله(مز110: 1).
وقد تنبّأ الرب يسوع نفسه نبوات عديدة نذكر منها نبوته على خراب المدينة المقدسة سنة 70م.
ولأهمية النبوات كبرهان على صدق الكتاب قال الرسول بطرس:
«وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت، التي تفعلون حسناً إن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم إلى أن ينفجر النهار ويطلق كوكب الصبح في قلوبكم»(1بط1: 19).
فكل هذه النبوات التي ذكرناها، التي تحققت بحذافيرها في أوانها، لدليل ناصع قاطع على أن الكتاب المقدس الذي بين أيدينا هو كتاب الله.