الفصل الثالث
هروب اثناء الليل
“جاء إلى يسوع ليلاً " يو 2:3
لساعات طويلة تمددت خوافة على سريرها، مجروحة الجسد والنفس، ففى عقلها يوجد شئ ما يقلقها .. ترى ما هو ؟!
وفجأت تنبهت لالم شديد فى قلبها، لم تختبره من قبل ..،
كانت الشوكة التى فى قلبها ترسل نبضات الالم، وادركت خوافة السبب،
واخذت تهمس لنفسها:
"لقد جاء رئيس الرعاة ليأخذنى وانا لم ألبى نداءه .. ربما تركنى وذهب لانه ظن اننى لا اريد الرحيل معه .. اننى حتى لم اذهب الى غدير المناجاة هذا المساء .. بالتأكيد لقد تركنى ورحل "
كانت خوافة حزينة جدا ،
ولكن الالم فى قلبها كان يفوق الحزن، نظرت حولها فوجدت كتاب الاناشيد مفتوح على صفحة مكتوب عليها نشيد يحكى عن انسانة مثلها، اخذت تقرأ فكانت الكلمات وكأنها تعبر عن حالتها هى .. "
فى الليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى طلبته فما وجدته .. اقوم واطوف فى المدينة فى الاسواق وفى الشوارع اطلب من تحبه نفسى .. طلبته فما وجدته " نش 1:3-2
حالما قرأت خوافة هذه الكلمات قفزت من سريرها، ولبست ثيابها، وفتحت باب الكوخ وخرجت .. ربما تجد هى الاخرى حبيبها .. !
كان قلبها مازال ينبض بالالم ! فتذكرت قول رئيس الرعاة .. " الحب والالم متلازمان " يجب ان تجد رئيس الرعاة ليكف الالم .
اخذت تبحث فى شوارع القرية فلم تجده ..
سألت بعض من خدمه " اين هو ؟ " فلم يعرفوا الاجابة كادت تيأس، ولكنها تذكرت باقى النشيد " وجدت من تحبه نفسى فأمسكته ولم أرخه" (نش 4:3).
وعند هذا اسرعت تجرى نحو غدير المناجاة وهناك كان هو فى انتظارها :
"اين كنت يا خوافة ؟"
ارتمت عند قدميه باكية: " يا سيدى خذنى معك، سأتبعك حيثما تذهب"
امسك رئيس الرعاة يدها وقادها نحو الجبال.