وفى العهود الأولى كانت تعتبر هذه الخدمة من أحقر خدمات العبيد والجوارى (1 صم 25: 41) ولعل ذلك كان يرجع إلى أنها كانت خدمة العبيد غير المدربين على خدمات أرقى أو إلى ارتباطها بتلوث الأرجل مما كان يعتبر نجاسة . ولعلها لهذا السبب كانت تعتبر -متى قدمت طوعًا- دليلا على منتهى المحبة والتواضع، وقد علَّم الرب يسوع تلاميذه أعظم درس في التواضع بقيامه بغسل أرجلهم (يو 13: 4 – 15). كما أن "حَلّ سيور الحذاء" كان يدل على نفس الشيء (مرقس 1: 7، لو 3: 16، يو 1: 27).
وكان من العادة -ومازالت في الشرق- أن ينفض المرء نعله على الطريق قبل الدخول إلى المنزل. أما نفض غبار الحذاء عند الخروج من المنزل، فكان نوعًا من الاحتجاج لأن صاحب البيت رفض أن يقوم بواجب الضيافة (مت 10: 14، أع 13: 51).
ولم تكن الطرق في الصحراء متربة فقط بل كانت أيضا غير معبَّدة مما كان يعرض النعال للبلى، والأرجل للجروح والتورم ولكن الله حفظ – بعنايته الخاصة ورعايته الكريمة – الشعب في البرية حتى قال لهم: "ثيابك لم تبلَ عليك، ورجلك لم تتورم هذه الأربعين سنة" (تث 8: 4، 29: 5).
ولم تكن النعال تلبس مطلقًا داخل المنازل، حتى أكثر الناس رفاهية لم يكن يلبس النعل إلا عند الخروج من المنزل (انظر تث 28: 56) وكانت النعال تترك خارج المنزل أو في ردهة المدخل،وكان ذلك يراعى بشدة عند الدخول إلى بيت الله نزولا عند الأمر: "اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة" (خر 3: 5 ، يش 5: 15، اع 7: 33) لتلوث الأحذية من السير في الطريق، ولذلك يقول الحكيم: "احفظ قدمك حين تذهب إلى بيت الله" (جا 5: 1).
وكان السير حافيًا في الطريق، وبخاصة من رجال الطبقة العليا الذين اعتادوا لبس النعال، دليلا على الحزن (انظر حز 24: 17، ولعل نفس المعنى في إرميا 2: 25، إش 20: 2 – 4).
وهناك إجراء غريب كان يتم عندما يرفض أخو الزوج أن يأخذ أرملة أخيه المتوفى الذي لم يترك نسلا ، زوجة له "فكانت تخلع نعله من رجليه تبصق في وجهه، فيدعى اسمه في إسرائيل بيت مخلوع النعل " تحقيرا له (تث 25: 7 – 10، راعوث 4: 7 و8).
وتتردد كلمة رجل أو قدم كثيرًا في الكتاب المقدس وعبارة "دخل لكى يغطى رجليه" (اصم 24: 3) تعنى ليستريح. ويقول الحكيم عن الرجل اللئيم: "يغمز بعينه، ويقول برجله، ويشير بأصابعه" (ام 6: 12 و13) إشارة إلى ما يأتيه من حركات بعينه ورجليه ويديه تأكيدًا وتوضيحا لكلامه.