عرض مشاركة واحدة
قديم 03 - 07 - 2014, 08:10 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,371,566

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع كامل عن خلق الإنسان وسقوطه وفدائه

وبتخلي النعمة فقد الإنسان بساطته الأولى وميله الموحد نحو الخير، وسلمه لكل نسله، وانفتحت بصيرته على الشر، وفتح باب الاختيار بينهما، فانقسمت إرادته على ذاتها، وصار في حالة نزاع داخلي – دائم ومستمر – ينازع ما بين الخير والشر، أي بين طاعة الله ومخالفته !!! ووقع تحت وطأة الفساد الطبيعي الذي كان فيه بطبيعة تكوينه من تراب الأرض، وبدأ الصراع بين الروح والجسد فكلاهما يشتهي ضد الآخر...

وحينما أطاع مشورة الشيطان، تسلط عليه واستولى على إرادته واستعبده له، وأصبح مستحيلاً على الإنسان مهما جاهد وحده أن يتقدم خطوة واحدة نحو الحياة الأبدية ومعرفة الله وشركته الحلوة، نظراً لعجز النفس البشرية عن قيادة ذاتها نحو أمور أعلى من إمكانيتها وبدون معونة النعمة التي فقدتها بالسقوط، وصار البشر كلهم فاقدين النعمة وعراه من مجد الله، فمهما ما صنعوا من خير فهو ناقص لا يتعدى شكل قبر مبيضاً من الخارج وفي داخلة ما هو فاسد، لأن الإنسان يحاول أن يُمارس الفصيلة بدون نعمة الله ...
وبالخطية أصبح الإنسان العاقل غير قادر أن ينفتح على الإلهيات بلا غيوم الشهوات كما كان، ومع ذلك مازال له القدرة على الفهم والإدراك، فخطية الإنسان لم تفقده إنسانيته ولم تجعل آدم غير عاقل، ولكنها عطلَّت قدرته الأولى الكاملة في التعقُّل التي كانت عاملة فيه بنعمة الله ...

وصورة الله في الإنسان تشوهت وانطمست، ولكن تبقى ملامحها ذات سلطان، وهي عبارة عن طوق الإنسان واشتياقه إلى الله الحي، وسعيه المتواصل بكل قوته لاسترداد صورته الأولى !!!

ويقول القديس إيرينيئوس : [ أما آدم فلكونه فقد طبيعته الأصلية وذهنه النقي بشبه الأطفال، وأتى إلى معرفة الخير والشر، لذلك طوَّق نفسه وامرأته بلجام العفة مقاوماً نزوة الجسد الجامح، خائفاً من الله ومتوقعاً مجيئه، وكأنه يقول : بما أنني قد فقدتُ بالعصيان ثوب القداسة الذي كان لي من الروح، فهاأنذا أعترف بحاجتي إلى مثل هذا الغطاء (الذي صنعه لنفسه ليكسي عُريه) الذي لا يهب الراحة ولكنه يلسع الجسد ويلهبه ] ( The Father of the Early Fathers, W.A. Jurgens, vol 1,p.93. )
  رد مع اقتباس