الأخ زكريا: أجيبكم على التساؤل الرابع.. وبدأ يتحدث قائلًا:
الحقائق الإيمانية فوق مستوى العقل، ولكنها ليست ضد العقل..
نأخذ مثالًا بسيطًا فعندما نقول: 1 + 1 + 1 = 1 فهذا ضد العقل.
لكن عندما نقول: 1 × 1 × 1 = 1 فهذا صحيح منطقيًا.
الحقائق الإيمانية للخارجين عن الإيمان تبدو مستحيلة وعقولهم ترفضها.
التثليث والتوحيد عثرة لهم، والتجسد غير مقبول، وألوهية السيد المسيح بدعة، والصليب مرفوض، والإنجيل الذي يُظهر الحقائق لابد أنه مُحرّف. مساكين هؤلاء العقلانيون. أما نحن فروح الله الساكن فينا يمنحنا الفهم والإدراك الروحي "لأن مَنْ مِنْ الناس يعرف أمور الإنسان إلاَّ روح الإنسان الذي فيه. هكذا أيضًا أمور الله لا يعرفها أحد إلاَّ روح الله" (1كو 2: 11).
وفينا يتحقق قول السيد المسيح له المجد "أحمدك أيها الآب ربَّ السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال" (لو 10: 21) نحن نقبل الإيمان كما أعلنه لنا الوحي الإلهي من خلال الكتاب المقدَّس واثقين أن هذا الإيمان ليس نتاج فلسفة عقول بشرية قابل للتغيير والتطور.. نحن نُخضِع عقولنا للحقائق الإيمانية فنقبلها، أما الذين يريدون أن يُخضِعوا الحقائق الإيمانية لعقولهم فمثلهم مثل الناظرين لعين الشمس في رابعة النهار.
_____
الحواشي والمراجع :
(1)حوار حول الثالوث - القديس كيرلس عمود الدين ص 25
(2)عوض سمعان سليدس - الله في المسيحية ص 40