عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 06 - 2014, 02:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,325,056

لا أعلم أي إنجيلٍ علّم بهذا!!! ولكن كان تلك روحًا سائدة في بعض الأقطار والمدن. والعجيب أنّ ترتليان نفسه، أحد أقطاب التقليد الغربي، يكتب: “الراية الإلهيّة والراية البشريّة لا تتفقان معًا، كذلك قياس المسيح وقياس الشرير. فقط المسيحي يستطيع أن يشن حربًا بدون سيف لأنّ الربّ أباد السيف”.
فمن أين جاء هذا التحالف البغيض؛ بالتأكيد ليس من الإنجيل والآباء، ولكن بانتقائيّة واقتطاع نصوص من سياقاتها وأهدافها كما هي العادّة.
وأطلّت الحداثة برأسها لتحطِّم ثوابت المسلّمات وتنفض تراب الخرافة عن العقل، ولكنها فيما تحرِّر العقل أصابت منه موطن الإيمان فشلُّت حركة الإيمان بينما قفز العقل في مضمار العلم والمعرفة التجريبيّة قفزات هائلة. وحينما استفاقت الكنيسة في الغرب على هول الإخفاق ونتائجة حاولت أن توجد بديلاً مناسبًا يعيد المجتمع الباحث عن الرخاء إلى حضن الإيمان، ولكنها فيما تسعى خطّت إنجيلاً ليس من يسوع في شيء، ولا من مكانٍ له في الكنيسة؛ هو إنجيل منحول الفكرة من جذورها.
قد يكون إنجيل الرخاء هو الوجه المقابل لإنجيل الإماتة المانيّة (نسبة إلى ماني الذي رأى أن الجسد شرّ وصنيعة إله الشرّ يجب إماتته على الدوام) أو السلطة، الذي كان سائدًا في العصور الوسطى والذي كان يحمل شبهة مانيّة وغنوسيّة باعتبار الجسد عدوًّا يجب أن يسحق بالجلد والقهر والذل حتى تتحرّر الروح.
هل نحن بصدد رواقية وأبيقوريّة يتصارعان ولكن تحت لواء يسوع؟!!! يبدو هذا. فالأبيقوريّة الملتحفة باللّذة والرواقية المصارعة للجسد هما وجهي العملة القديم لصراع إنجيل الرخاء وإنجيل الإماتة (المانيّة) في عصرنا الحديث.
ومن الأمور التي يجب أن تسترعي انتباهنا أنّ فكرة إنجيل الرخاء بدأت في خمسينيّات القرن المنصرم، مع بداية انتشار الإعلام المرئي، وهو ما يفسّر لنا أن مثل هذا الخطاب اللاّهوتي يحتل مكانًا أساسيّا على شاشات التلفاز عبر الكثير من المحطّات في مختلف البلدان. والإعلام معني بالربح والانتشار؛ فالانتشار والقبول من المشاهد يساوي ربحًا كما أنّ الربح يحقِّق انتشارًا. ولا يمكن تحقيق تلك المعادلة الربح / الانتشار حينما يرتكز الخطاب على حمل صليبٍ وقبول ألمٍ، بل إن المسيح المصلوب عينه يجب أن يختبئ ويتوارى لأن مشهد الألم غير جاذبٍ لإنسان العالم. والبديل الكرازة بمسيح مقبول من الجميع وإن كان آخر غير مسيح الناصرة.
رد مع اقتباس