
25 - 06 - 2014, 11:28 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
بينما كانت روحامه وسارة يتجاذبان أطراف الحديث، انتبهت سارة وإذ بأعينٍ تتفرّس فيها في صمتٍ وأسى، إنّه أبشالوم الذي نهب المدينة نهبًا من شرقها إلى غربها ليُلاقي سارة. حينما رأته حاولت تحويل وجهها وكأنّها نعامةً تضعُ وجهها في التراب آملةً ألاّ يراها الصيّاد وهي خائرة. اقترب من مِرقدها وهو يقول: سارة.. كيف حالك اليوم؟؟ قامت روحامه لتفسح لهما مكانًا للحديث وخرجت من الغرفة.
أجابت سارة بوجهٍ خجلٍ وكأنّه قد التفّ بحريرٍ قرمزي: أباركُ الربّ..
قال أبشالوم: لم أعرف بما حدث إلاّ منذ قليل.. لماذا لم تأتي إليّ بعد ما حدث؟؟
- لم أستطع أنْ أواجهك بعار ولادتي، فأنا ابنة لـ..
- أنا لا أهتمّ برَحِمِ الماضي الذي أطلقك إلى الوجود، فأنت لي حاضرٌ طاهرٌ نقيٌّ برئٌ لطالما حلمت به في ليالي غربتي..
- إنّ مجتمعنا لا يرحمُ مَنْ هم مثلي؛ إنّهم يَشْهِرون الماضي سيفًا على رقبة كلّ مَنْ يحاول أنْ يتحرّر منه، ليولَد من لحظات الحاضر المفعم بالأمل..
- أنا لا أعبأ بأحدٍ..
- ولكنّني لا أستطيع أنْ أكون سببًا لطردك من بيت أبيك ومن وسط مُعلّميك ومن بين الحي اليهودي جُملةً. لقد ذُقت مرارة الرفض ولا أحتمل أنْ أُلقي بك في لُجّة هذا المصير القاسي..
- دعيني اختار طريقي، وطريقي معك في أي مكان..
- أنت لم تعرفُ قسوة ليالي الإسكندريّة على الفقراء وخاصّة اليهود منهم..
|