سادسًا: في عهد دولة المماليك البرجية (1382- 1517 م):
رسامة بطريرك أنطاكي بمصر:
في عهد البابا غبريال الخامس البطريرك الـ88 (1409- 1427م) حدث أمر فريد في التاريخ، ولم يتكرر حتى الآن. كانت الظروف السياسية المحيطة بالكرسي الأنطاكي تحول دون اجتماع المطارنة لرسامة بطريرك جديد بعد خلو الكرسي الأنطاكي سنة 1421م. فرشح مجمع دير الزعفران المفريان مارباسيليوس بهنام مفريان المشرق[65] للمنصب البطريركي، فقصد مصر قادمًا من أورشليم بصحبة المطران مار كيرلس المعروف بابن نيشان مطران القدس السرياني، طالبًا الرسامة من الكرسي الإسكندري فقام البابا غبريال بعقد مجمع تقرر فيه تكليف الآباء الأساقفة: أنبا ميخائيل أسقف سمنود المعروف بالغمري، أنبا غبريال أسقف أسيوط الشهير بابن كاتب القوصية الذي كان رئيسًا لدير أبي مقار، أنبا كيرلس بن نيسان مطران أورشليم السرياني، بالإضافة إلى القس الأسعد أبي الفرج كاهن بيعة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة (الذي صار فيما بعد البابا يؤانس الحادي عشر) بالقيام بهذه الرسامة، وتمت الرسامة بكنيسة الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بدرب البحر بمصر المحروسة في سنة 1138 ش (الموافقة 1421م). وبعد الرسامة سافر البطريرك الأنطاكي إلى أورشليم بعد أن زوده البابا غبريال بكل ما يحتاج إليه، وقد ودعه كثير من الكهنة والأراخنة حتى وصلوا به إلى المطرية[66].