موقف البلاط الملكي:
* في البداية قوبل ذهبي الفم بالعطف الشديد وبحسن النية. فإن أركاديوس الملك الذي كان معتبرًا ملكًا تقيًا بدرجة فائقة، استقبل البطريرك الجديد ذا شهرة القداسة ذائعة الصيت بحرارة وفرح شديدين، لكنه للأسف كان فاقد التأثير على قرارات مستشاريه وحكومته.
* وكان أمرًا بالغ الأهمية أن يعقد الأسقف الجديد أواصر الصداقة مع الإمبراطورة ذات النفوذ القوى "إفدوكسيا"، وهكذا رحبت الإمبراطورة بالأسقف الجديد متوسمة فيه الكثير من الصفات وعاقدة عليه الكثير من الآمال.
* وفي أحد الاحتفالات الدينية المبكرة التي نظمها القديس ذهبي الفم، وكان الاحتفال بمناسبة استلام رفات القديس فوكا أسقف سينوبى (في بنطس)، تلطفت الإمبراطورة وحملت رفات القديس واخترقت به شوارع المدينة في موكب احتفالي أقيم في المساء. وفي العظة التي أعقبت الاحتفال لم يفت على الأسقف أن يلفت الأنظار إلى هذا الفعل التقوى العظيم الذي أتته الإمبراطورة.
* وحينما دعت الحاجة، كان في إمكان ذهبي الفم أن يوفى دواعي الخطابة حقها داخل القصر، فلم يكن يألو جهدًا في أن يمدح التقوى ومحبة المسيح اللتين يظهرهما أهل البيت الإمبراطوري. وهكذا كان واضحًا أن مركز ذهبي الفم في القصر الإمبراطوري لا بأس به.