الموضوع: الذات والخطية
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2014, 05:25 PM
 
merona Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  merona غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 98
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,815

الذات والخطية
++++++++++
إذن الوقوع في الخطية سببه الذات دون التركيز على الإغراءات الخارجية التى هي مجرد عروض تقبلها الذات أو ترفضها .

حقاً أن كثرة إلحاح هذه الإغراءات يسبب ضعف الذات من الداخل ، فتستسلم أخيراً وتسقط .

ويكون ضعف الذات هو السبب المباشر . أما العثرات فهي سبب غير مباشر .

ولذلك فإن الذات القوية من الداخل تبعد عن العثرات الخارجية ، حتى لا تؤثر عليها هذه الاغراءات ، فتضعف أمامها . وهكذا حذرنا المزمور الأول من طريق الأشرار ، ومجالس المستهزئين وقال القديس بولس : " أما الشهوات الشبابية فأهرب منها " ( 1تى 2 : 23 ) .

والهروب هنا يكون دليلاً على نقاوة الذات ، لأنها ترفض التأثير الخارجي الخاطئ ...

ولذلك حسناً هرب يوسف الصديق ، ولم يكن هروبه دليل ضعف ، بل دليل قوة .. كان برهاناً على قوته التى استطاعت أن ترفض الخطية وتبعد عنها

الذات النقية ترفض حتى الفكر الخاطئ ، وليس فقط العثرة الخارجية إنها ترفض أن تتفاوض مع هذا الفكر ، إنما تطرده بسرعة ، حتى لا تعطيه فرصة للاستقرار ، وفرصة لإضعافها من الداخل .

وقوة الذات تأتى هنا في غلق أبواب الفكر وأبواب القلب أمام كل اقتراح خاطئ من الشياطين ..

ولهذا فإن المرتل يسبح الرب في المزمور قائلاً : " سبحي الرب يا أورشليم ... سبحي إلهك يا صهيون ، لأنه قوى مغاليق أبوابك ، وبارك بنيك فيك " ( مز146 ) .

وسفر النشيد يطوب الذات التى هي ط جنة مغلقة ، عين مقفلة ، ينبوع مختوم " ( نش4 : 12 )

ولقد صدق المثل الذي قال :

أنت لا تستطيع أن تمنع الطير من أن يحوم حول رأسك ، ولكنك تستطيع ||أن تمنعه من أن يعشش في شعرك .

لابد أن تأتي العثرات . ولكن ما هو موقف ذاتك منها ؟ ما مدي استجابة الذات أو رفضها لهذه العثرات ؟

إنك لابد ستقابل في يوم من الأيام شخصاً يقول لك كلاماً مثيراً .. ولكن المهم هل أنت في الداخل ، ستنفعل وتثار ؟ أم ستكون أقوي من الإثارة ؟ وهذا الكلام الذي قد يكون مثيراً لغيرك ، لا يكون مثيراً لك ، إنما تقابله في هدوء ورصانه وحكمة .

وهنا أختبار الذات ، لا أقول إن السبب كله يقع على الحروب الخارجية إنما هناك حرب داخلية مع الذات . فإن كانت الذات قد خانت الله ، وقبلت الأعداء الخارجيين ، أعداءها وأعداء الله ، فلا نستطيع هنا أن نعفيها من المسئولية ..

وهنا نسأل : هل ذاتك صديقتك أم عدوتك ؟ هل هي معك أم عليك ؟ وصدق مار إسحق قال ..

إن اصطلحت مع ذاتك ، تصطلح معك السماء والأرض .

أي إن استطعت في داخلك أن تقيم صلحاً بين جسدك وعقلك وروحك ، ويسير الثلاثة معاً في طريق واحد هو طريق الروح ، ولا يشتهي الجسد ضد الروح ، ولا الروح ضد الجسد حينئذ تصطلح معك السماء والأرض ، فلا تخطئ إلى الله ، ولا إلى ألناس ولا تخطئ إلى نفسك
رد مع اقتباس