الدخيل هو من دخل في قوم وانتسب إليهم وليس منهم.
(1) الدخيل في العهد القديم: لم تكن ثمة عراقيل أو عقبات أمام أي شخص يرغب في الاستقرار في إسرائيلن فكان يمكن لكل الغرباء من الجيل الثلاث من المصريين والأدوميين - باستثناء العمونيين والموآبيين - أن يدخلوا في جماعة الرب. وكان يسمح للغريب الذي في أبواب إسرائيل ان يأكل اللحوم المحرم أكلها على بني إسرائيل (تث 14: 21). أما إذا أراد الأجنبي أن يشترك في أكل الفصح، فكان يجب عليه أن يختتن، أما حفظ يوم السبت وسائر الأعياد، فكان يعتبر امتيازًا أكثر منه واجبًا (خر 23: 12؛ تث 6: 11و14). وطبقًا لما جاء في سفر اللاويين (16: 29)، كان على الغريب أن ينفذ كل ما كان يلتزم به اليهودي في عيد الكفارة، كما كان الرجم جزاءه إذا جدف على اسم الرب (لا 24: 16)، وكان هذا جزءاه أيضًا إذا قدم أولاده ذبيحة لمولك (لا 20: 2). أما إذا أراد أن يقدم ذبيحة محرقة، فكان ينطبق عليه نفس الشرائع كالإسرائيلي سواء بسواء (لا 16: 7؛ 22: 18). ومع أن شريعة الختان لم تكن مفروضة على الغريب، إلا أنه يبدو أن الناموس كان يهدف إلى تقريب الأجنبي إلى العبادة الإسرائيلية للمحافظة على بني إسرائيل من أي أفكار غريبة تتهدد عبادتهم بالخطر.
ورغم أن إله إسرائيل هو إله كل البشر، وقد اختير إسرائيل من بين الشعوب لبركة كل الأمم، وعلى الرغم من تذكر إسرائيل مرات عديدة بأن المسيا سيأتي معه بالبركة لكل الشعوب، على الرغم من كل هذا، ومع أننا نجد بعض الوثنيين قد آمنوا بالرب، ولكن لم تكن هناك دعوة صريحة لنشر معرفة الله بين الأمم (فيما عدا ما يتضمنه سفر يونان)، فلم تكن هناك حركة تبشيرية باليهودية، وإن كنا نقرأ في سفر نحميا (10: 28) عن "الذين انفصلوا من شعوب الأراضي إلى شريعة الله". أما في نبوة إشعياء (56: 3) فنقرأ عن الغريب الذي اقترن بالرب"، وهو الوصف الدقيثق الوحيد عن الدخيل في العهد القديم. أما في سفر عزرا فنجد فكرة "الانغلاق" (عز 4: 3)، وكان ذلك - بدون شك - لعزل العناصر المريبة، كما مُنع التزاوج مع شعوب الأرض (عز 9، 10، نح 13: 23-31). أما العمل على اكتساب دخلاء فقد بدأ بعد ذلك بقرن من الزمان.