فيض غنى النعمة ووافر السلام تنسكب سكيباً في قلوبنا جميعاً من الله أبينا بربنا يسوع المسيح في روح الحياة، الروح القدس، روح الشركة والمحبة المتدفقة بكل غنى، الذي يقدس أوانينا الخزفية ويطبع صورة المسيح الرب فينا حسب مسرة مشيئة الآب المعلنه لنا في الإنجيل...
+ فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود (إشعياء 6: 5) + وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا، وقد ذبلنا كورقة، وآثامنا كريح تحملنا (إشعياء 64: 6) + اعتزلوا اعتزلوا، اخرجوا من هناك، لا تمسوا نجساًُ، أُخرجوا من وسطها، تطهروا يا حاملي أنية الرب (إشعياء 52: 11) + استيقظي استيقظي، إلبسي عزك يا صهيون، إلبسي ثياب جمالك يا أورشليم المدينة المقدسة، لأنه لا يعود يدخلك فيما بعد أغلف ولا نجس (إشعياء 52: 1) + فطار إلي واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح (إشعياء 6: 6) ولكني عرفت هذا السر العظيم الذي للتقوى: + من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير (يوحنا 6: 54) + من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه (يوحنا 6: 56) كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي (يوحنا 6: 57) + هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا، من يأكل هذا الخبز فأنه يحيا إلى الأبد (يوحنا 6: 58) وعرفت حقيقة كلام القديس يوحنا الرسول: + إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهرنا من كل إثم (1يوحنا 1: 9)
يا إخوتي في كنيسة الله الحي، شركاء المجد الذي للإله الواحد الحي الذي يلمسنا ويظل ينادي الجميع ليأتوا إليه ويغرفوا من دسم حلاوة نعمته ليشبعوا ويفرحوا، أن كل كلامنا عن الله ليس جزافاً وليس كلام قواميس وفهارس ومعاجم وعلوم وأفكار وفلسفات ولا دفاعيات وحوار وجدل، بل لابد من أن نشعره ونتحسس موضوعنا فيه فنحن في حاجة شديدة إليه وتذوق قوة حضوره المحيي للنفس، لأن الكلام عن الله من الخارج وبعيداً عنه هو إعلان عن وثن اخترعناه بتفكيرنا وعقلنا وفلسفاتنا الفانية، لأني أرى كثيرون يتحدثون عن الله الفكر والمعلومة والقاموس والجدل والتاريخ، مع أننا لا نتكلم عن الله من خارج الله، بل من داخل الله الثالوث القدوس، ننطق باسمه وبروحه، فالرسول يوحنا بل وكل الرسل، لو لم يشاهدوا المسيح الرب ويلتقوه في سرّ المحبة والتقوى ويلمسوه من جهة كلمة الحياة بالإيمان، ولم يتربوا عند قدميه وينالوا منه نعمة وإعلان، ما كانوا شهدوا عنه وقالوا نخبركم به لكي يكون لكم شركة معنا، لأن من يتكلم عن الله القاموس والفكر والمنطق والدفاع عن الحق والجدل مع الناس، فهو يتحدث من داخل قاموس وعلم موسوعي أو كتاب تاريخ، ولا يتكلم عن الله الحي الذي فيه يحيا برباط الصلح معه بدم الحمل رافع خطية العالم وموحدنا بشخصه ليدخلنا داخل الله فيكون لنا شركة حيه معه بالروح في الحق...