[sama smsma]

هلموا..وانظروا‎ - تأمل



لنقـرأ هذه الكلمـات التي قالهـا في شيخوخته هذا الرجل الذي عصفت بحياته رياح شـديدة "الله الذي سار أمامه أبواي إبراهيم و إسحاق، الله الذي رعاني منذُ وجودي إلى هذا اليوم، الملاك الذي خلصني من كل شـر.. من يدي عزيز يعقوب (إله يعقوب القدير ) الراعي صخر اسرائيل [هذا هو الاسم الثاني ليعقوب ] " (تك ٤٨: ١٥ ، ١٦ ٤٩: ٢٤ )

لاحـظ معي أن يعقـوب لم يقـل "الله الذي سـرت أمامه أنا" بـل "الله الذي سـار أمـامه أبواي" .. إنـه يـعترف ضـمنيـاً بأنه لم يسـر أمـام الله بنفـس الإيمـان و الحـب الذي سـار بهمـا إبراهيم و إسـحق أبواه..

فهـل كان له إيمـان إبراهيم حينمـا لجـأ إلى مخادعة أبيـه و الكذب عليـه لكي يأخـذ منه البركة ؟ ..
وهـل رأينـاه محبـاً لأخيـه عيسـو عندما انتهـز فرصـة إحسـاسه بالإعيـاء و الجوع فلـم يقـدم له الطعـام مجاناً بل أغراه بأكلة عدس تسد الرمق ليبيع له البكورية مقـابل أكلة عدس ...

و لكن بالرغم من أن يعقـوب لم يكن كاملاً في سـيره أمـام الله كإبراهيم و إسحق .. و كانت هناك منخفضات على الطريق إلا أنه يـشـهد أن محبـة الراعي له ظـلت دائمـاً كاملة .. لم يتركه و لم يهمله لحـظة واحـدة .. و حتى حينما ارتكب حماقته الكبرى و خدع أباه المُـسـن ليمنع البركة عن أخيه و ليأخذها لنفسـه. حتى في هذا الوقت العصيـب الذي أصبح فيه مهدداً فيه بالقـتل ، لم يتركة الرب و لم يتخـل عنه .. ظهـر له في حلم و أسـمعه كلمـات مشـجعـة للغاية:
" أنا الرب إله إبراهيم أبيـك و إله اسـحق .. يكـون نسـلك كتراب الأرض و تمتـد غربـاً و شـرقـاً و شـمالاً و جنوبـاً .. و ها أنا معـك و أحفـظـك حيثمـا تذهـب و أردك إلى هذه الأرض لأني لا أتركك حتى أفعـل ما كلمتـك به" ( تك ٢٨: ١٣ – ١٥)
لم يوبخ يعقوب ، فلم يكن الوقت مناسبًا لتوبيخ نفس مرتجفة يصرعها الخوف من الموت ..بل كان وقتاً لجبر الكسر وتعصيب الجرح ... لم يوبخه بل طمأنه بأنه لن يموت بسبب ما فعل بل سيأتي بنسل وسيكون عظيماً ، ولن يُترك بسبب الخطية ، الراعي العظيم سيحفظه أينما ذهب ..

ثق أنه راعي عظيم ثق أنه راعي قوي ..هيا إليه ..ابدأ في الاعتمادعليه واستمر معتمداً عليه ..وبكل تأكيد ستكون قادراً حتى نهاية حياتك أن تشهد عنه مثل يعقوب وتقول صادقاً :"أنه راعي عظيم ..لقد رعاني طوال الأيام و لم يخذلني قـط"
يا للنعـمة الغنيـة !! و يا لأمانة و حكمـة الراعي. آمين

نبذة قلب الراعي
القس عاطف سمعان