عرض مشاركة واحدة
قديم 06 - 06 - 2012, 07:46 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,327,524

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

6 ـ وهكذا يمكن للإنسان أن يكشف ويفضح ويدحض تجديف الذين يقولون بأن كلمة الله مخلوق . إن إيماننا بالآب والابن والروح القدس، نابع من قول الابن نفسه للرسل : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " (مت19:28) لقد تكلم هكذا حتى نعرف وندرك، تلك الأمور التى سبق الإخبار بها. لذا فمثلما قلنا إن الآباء هم مصدر الأبناء، ومع ذلك فهم والدون ولم يقل أحد إننا نحن أنفسنا خِلقة آبائنا بل أبناء لهم بالطبيعة، ومن نفس جوهر آبائنا . وهكذا فإن كان الله أب، فمما لا شك فيه أنه أب لابن بالطبيعة وهذا الابن الابن هو من نفس جوهره . فإبراهيم إذن لم يخلق اسحق بل وَلَده، أما بصلئيل وأليآب فلم يَلِدَا كل الأعمال التى فى الخيمة بل صنعاها (خر1:36). وصانع السفن، والبنّاء لا يلدان ما يصنعان بل كل واحد منهما يعمل : فالأول منهما يصنع السفينة والثانى يبنى المنزل . ومع ذلك فإن اسحق لم يصنع يعقوب بل وَلَده بالطبيعة ومن جوهره. وهكذا كان يعقوب أباً ليهوذا واخوته. فكما أن أى شخص يُعتبر مجنوناً إذا قال إن المنزل من نفس جوهر البانى الذى بناه، وإن السفينة هكذا أيضاً بالنسبة لصانعه، فإنه يكون من اللائق والمناسب أن يُقال إن كل ابن هو من نفس جوهر أبيه نفسه . فلو كان الآب هكذا مع الابن أيضاً، فمن الضرورى أن يكون الابن، ابناً بالطبيعة، وبالحقيقة، وهذا هو الجوهر الواحد مع الآب كما يتضح من أمور كثيرة . ففيما يختص بالمخلوقات يقول " لأنه تكلم فصارو، لأنه أمر فخُلقوا " (مز5:148) أما عن الابن فيقول " فاض قلبى بكلام صالح " (مز1:45). ودانيال عرف ابن الله، وعرف أعمال الله، ورأى الابن يُطفئ الأتون، وقال عن هذه الأعمال " باركى الرب يا جميع أعمال الرب" [1] وقد أحصى جميع المخلوقات ولكنه لم يحصِ الابن بينه، عارفاً أنه (أي الابن) ليس من بين أعمال الرب بل أن هذه الأعمال قد صارت بواسطته، وهو فى الاب مُمجد ومُعظم ومُكرّم غاية التكريم . إذن كما أن الله ظهر وأُعلن بواسطته للعارفين، هكذا أيضاً فإن البركة والتسبيح والمجد والقدرة يُعترف بها للآب بواسطته وفيه، كى يصير مثل هذا الاعتراف مقبولاً أيض، كما تقول الكتب . إذاً يتضح ويتبين من هذا كله أن من يقول إن كلمة الله مخلوق، فهو مُجدف وعديم التقوى .
  رد مع اقتباس