نستطيع أن نقول: إنَّ المحبة هى نداء ورجاء، نداء للخاطيّ أن يعود إلى صوابه ويكُف عن خطاياه، ورجاء في توبته وخلاصه!
هذا بالإضافة إلى أنَّ الصفح عن زلات البشر نوع من السخاء، لأنَّه عطاء دون مقابل! وإذا كانت محبة الشرير هي أعلى صور الفضيلة، فذلك لأنَّها عاطفة سخية، وأجمل ما في هذه العاطفة أنَّها تتعامل مع كائن شقيّ، تعلم أنَّه قد يلحق بها الأذى في أية لحظة! ومع هذا تعمل جاهدة فى سبيل إنقاذه من وحدة الشر القاتلة!
إنَّ المحبة الحقيقية ليست مجرد كلمة نتعزى بترديدها فالكلام ما أسهله وما أكثره! لكنَّها قبل كل شئ عمل حقيقيّ من أجل تخفيف آلام الآخرين وتضميد جراحاتهم، وإدخال السرور إلى قلوبهم، كما أنَّها لا تنتظر مقابلاً، ولهذا يجب على المُحبين ألاَّ ييأسوا من مصير حُبهم، لأنَّ " اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداًً " (1كو8:13).