عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 05 - 2014, 12:27 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,534

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الشهوة والحب فى المسيحية

ألا تعلم أنَّ نازفة الدم هي المرأة الوحيدة التي دعاها المسيح ابنة؟ " ثِقِي يَا ابْنَةُ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ " (مت22:9) وماذا كانت تعني نازفة؟ كانت قديماً تعني:
إنسانة ممزقة نفسياً، ومنبوذة اجتماعياً، ونجسة جسدياً، ولهذا فإنَّ كل ما تلمسه كان يتنجس، وهى بذلك لم يكن مسموحاً لها أن تدخل الهيكل، ولا أن تقترب من زوجها، وبالتالي لم يكن ممكناً لها أن تُنجب.. ومع ذلك فقد تخطى المسيح الحواجز التي تفصل عادة بين البشر، لكي يُعلن لنا:
إنَّ الحُب الحقيقيّ ليس لمن يستحقون الحُب فقط، إنَّما الحُب شعاع يجب أن ينتشر ليملأ الكون، حتى يستطيع كل إنسان أن يستدفيء بحرارته ويستضيء بنوره!
فإن كنت تُحِب لغرض ما، فأنت في الحقيقة نفعيّ لا تُحِب إلاَََّ ذاتك، والإنسان النفعيّ شهوانيّ لأنَّ النفعية والشهوانية وجهان لعملة واحدة ألا وهى: " حُب الذات " أمَّا التمركز حول الذات فهو أساس أمراضنا النفسية، ولهذا يقول العالٍم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية العالمية للطب النفسيّ:
" إنَّ الصحة النفسية تنشأ من الاهتمام بالآخرين بينما المرض النفسيّ ينتج عن التمركز حول الذات، والإيمان يُنقذك من التفكير في نفسك ويدفعك إلى التأمل والتسامي".
عندما طُلب من العالِم النفسيّ " سيجموند فرويد Sigmmund Freud " أن يُعطي تعريفاً للصحة النفسية قال: " إنَّها القدرة على العمل وعلى الحُب "، وللعالم النفسيّ " ألفرد إدلر Alfred Adler " ، قول مُشابه ألا وهو: " إنَّ كل إخفاق بشري هو نتيجة لا نعدام الحُب ".
ويزداد كل يوم عدد الأطباء، الذين يُنادون بأهمية تكوين علاقات حميمة مركزها الحُب، وذلك لكي لا نسقط فى بئر الأمراض النفسية.
ولكن إنَّ كان علماء النفس أصبحوا اليوم يُشددون على أهمية الحُب، إلاَّ أنَّ السيد المسيح قد سبقهم في وصف هذا الدواء الشافي لأمراضنا الروحية والنفسية عندما قال: " وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا.. " (يو34:13)، ولكي لا يكون كلامه مجرد فلسفة نظرية، أو كلمات جوفاء تتطاير مع الرياح، قدّم ذاته ذبيحة مقدسة على أعظم مذبح ألا وهو: الصليب المقدس مذبح الحُب!
والحق إنَّ المحبة الصادقة لا تخشى التنازل عن كرامتها، بل هي تنزل إلى مستوى الخطاة وتتعامل معهم وتشملهم بحنانها، هكذا كان السيد المسيح يحيا ويُعلّم! لا ننكر أننا نكره الخطية ولكننا لا يجب أن نكره الخطاة، بل يجب أن نُحِب الخطاة في الوقت الذي نُبغض فيه خطايا الخطاة! وهذه المحبة ليست منحة منا، بل هي حق الخطاة علينا، لأنَّهم في أمس الحاجة إليها! فهي تُعطي الخاطيّ ثقة، لكي يستمر على قيد الحياة، إذ تفتح له حساباً جديداً في سجل المستقبل! ولا ننسى أنَّ من يُخطيء اليوم قد يتوب غداً، وأمَّا أنا الذي أتوهم القداسة فقد أخطيء غداً ولا أتوب!
  رد مع اقتباس