تعريف الغباوة " 5 "
لو كان إيماننا إيمان حقيقي .. كان هايبقاله مردود أخلاقي واضح على تصرفات الناس .. "مِن ثمارهم تعرفونهم"
(متى16:7). لكن بلا فخر إحنا لو اشتركنا في مهرجان السينما .. هاناخد أوسكار في التمثيل! ..
يعني إحنا بنصلي ونسرق ؟! .. أيوة أصل دي نقرة ودي نقرة! ..
وبنصوم ونزني؟! .. ماتعقدهاش بقى! .. ساعة لربك وساعة لقلبك! ..
وبنعشَّر ونرتشي؟! .. يا أخي ماتوَقَّفش المراكب السايرة! ..
ووقت العبادة بنقول: "آمين" ووقت الفرفشة: "يا ليل يا عين" ؟! .. شغَّال يا باشا! .. أصل إحنا بتوع كله! .. حاجة كده "فول أوبشن"! ...
أقول إيه بس يا ربي ؟! .. "لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة، لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة" (إشعياء1:9)..
محدش فينا كبير ع الغلط .. لولا نعمة ربنا "القادر أن يحفظنا غير عاثرين" (يهوذا 24)..
* ولاَّ على ردود الأولاد على أهلهم بكل وقاحة ؟! ..
اللي ماتعوِّدش يحترم أمه ويهاب أبوه الأرضي .. عمره ما هايقدَر يهاب أبوه السماوي! ...
الحالة الوحيدة اللي ماينفعش تطيعهم فيها .. هيه لو حاولوا يبعدوك عن طريق ربنا! .. "ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس" (أعمال الرسل29:5)..
غير الحالة دي .. اللي مالوش خير في أهله .. مالوش خير في حد! .. وآخرته سودا! ..
فإوعى تتجوز اللي مش بتحترم أبوها! .. لأن بكرة أو بعده هاتبهدلك في وسط الناس! ..
وإوعي تتجوزي اللي بيبَجَّح في أمه! .. لأن بعد كام شهر هاتباتوا في قسم البوليس! ...
"العين المُستهزئة بأبيها، والمُحتقرة إطاعة أمها، تُقوِّرها غِربان الوادي" (أمثال17:30)...
لما كنت أسمع إن الأولاد زمان كانوا بيوَطّوا يبوسوا إيد أبوهم وأمهم ..كنت باستغرب جداً همَّ بيعملوا كده ليه ؟! .. لغاية ما جه يوم وقالولي: }أبوكي سافر ومش راجع تاني ! .. راح السما !{ ...
كتير لما باقعد أفكر في بابا .. باقول: }لو ربنا سمح له إنه يرجع للحياة تاني لمدة دقيقة واحدة .. أنا هاوطي أبوس رجليه .. مش بس إيده!{ ...
لو أبوك وأمك لسه عايشين .. حاوطهم بحبك وإتمتع بوجودهم معاك! .. وماتستكبرش إنك تبوس إيديهم .. قبل ما ييجي اليوم اللي هاتدوَّر فيه على تراب رجليهم .. ويا ريتك هاتلاقيه! ...
ماتتكلش على إن مادام جدَّك أو جدتك لسه عايشين .. يبقى لسه بدري على ما ييجي دور بابا وماما! .. ده اللي حصل معايا! .. أبويا راح السما قبل جدي! ...
أنا فاكرة إن يومها من كتر صدمتي وضيقي .. قلت لربنا: }مش كنت تمشي بالترتيب وتاخد الكبير ف الأول؟!{
لكن لأ ! .. الموت مش بيمشي بالترتيب! .. وجايز أوي إن يومنا ييجي قبل يوم أهلنا! .. عشان كده لازم نكون مستعدين من دلوقتي لليوم ده! .. وزي ما بنعمل ترتيبات كتيرة قبل ما بنروح رحلة قصيرة .. لازم نعمل الترتيبات المناسبة لسفرية .. مش بس طويلة .. لكن دي مالهاش نهاية! ...
وإنت مسافر ع الأبدية .. لابد تكون ويَّاك
تذكرة السفر مختومة .. بدم يسوع مَولاك
لو إنت مش فاهم يعني إيه "تذكرة السفر مختومة بدم يسوع" .. سيبك من أي حاجة سمعتها من أهلك أو من اللي حواليك عن الصليب لأن "الغبي يُصَدِّق كل كلمة" (أمثال15:14).. وكلمة بتجيبه وكلمة بتوَدِّيه! .. لكن رُوح إسأل السؤال ده لربنا .. وهوه وقتها هايبعتلك ألف مين يدِلَّك ويجاوبك عليه لأن "طالبو الرب يفهمون كل شيء" (أمثال5:28)
.. مش ممكن أبداً تكون بتدوَّر على ربنا بأمانة وهوه يخفي نفسه عنك ! ...
وحتى لو إنت مش بتدوَّر على ربنا خالص .. هوه برضه بيدوَّر عليك ومشتاق لرجوعك لأنه بيحبك ! ..
القديس أغسطينوس لما تاب وساب حياة الشر اللي كان عايشها .. قال لربنا: }رأيتني من قبل أن أراك! .. وبحثت عني قبل أن أجدك!{ ...
وربنا بيدَوَّر عليك كمان عشان لما يحاسبك لو رفضته .. مايكونش ليك عُذر أو تقول: }محدش قاللي !{ .. "إن كنتَ حكيماً فأنت حكيم لنفسك، وإن استهزأت فأنت وحدك تتحمل" (أمثال9:12)...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كل سنة .. المدرسة بتعمل قداس للاحتفال بالقديسة المُطوَّبة مريم .. بتكون الدعوة عامة لكل أهالي الطالبات وخريجات المدرسة ...
كان بقالي كذا سنة مش باحضره لكن قررت السنة دي إني أروح .. بس للأسف وصلت بعد القداس لظروف خارجة عن إرادتي! ...
أول ما دخلت المدرسة .. رجليَّ أخدتني لغاية مبنى إبتدائي لكن لقيت إن المبنى كله بيتجدد فمقدرتش أقرَّب! ...
قدام مبنى إبتدائي فيه مسرح المدرسة .. كان مفتوح .. دخلته .. أول ما عيني وقعت على خشبة المسرح .. كانت دموعي هاتخونني لكن مسكت نفسي بالعافية! ...
خرجت من المسرح .. وأخدتني رجليَّ لمبنى إعدادي وثانوي .. فصول إعدادي كانت مقفولة .. فدخلت فصول ثانوي .. لقيت في الفصل تلميذتين قاعدين بيتكلموا .. قلت لهم: }إتمتعوا بكل لحظة باقية لكم هنا في المدرسة.. لإن للأسف الواحد مابيحسش بقيمة الحاجة إلا لما بيفقدها! .. والوقت اللي بيعدي مابيرجعش!{ ...
خرجت من الفصول .. ورجليَّ أخدتني للكنيسة! .. لما دخلتها ماكانش فيها حد! .. قعدت وحسيت إني مش عايزة أقوم! .. إنتابني حنين رهيب لكل حاجة موجودة فيها! .. لكن بعد ما دققت النظر في حالة الكنيسة .. حزنت جداً لأنها ماسلمتش من تأثير الزمن! .. الحيطان والستاير! .. إيه اللي حصل لها؟! .. دي كانت زي العروسة! .. ليه سايبينها كده؟! .. وقررت أقول لـ"سير لوبيز" على ضرورة وحتمية تجديد الكنيسة قبل أي مكان تاني في المدرسة! ...
بعد شوية .. دخلت "سير لوبيز" عشان تجمع ورق الترانيم من على الكراسي .. فقمت أساعدها ..
# وسألتها: }إنتو ليه سايبين الكنيسة بالمنظر ده؟! .. ليه مش بتجددوها؟!{ ...
- فقالت لي: }حبيبتي .. تجديد الكنيسة هايكلف مبلغ كبير أوي! .. ده غير إن عندنا مصاريف ضخمة لتجديد باقي المدرسة!{ ...
جوابها استفزِّني بصراحة ! ..
# فقلت لها: }إنتو زمان كنتو بتجمعوا مننا فلوس ع الفاضي والمليان! .. ولما الأمر دلوقتي إتعلَّق بتجديد الكنيسة بقيتوا بتتكسفوا تجمعوا فلوس؟! ..
وبكدة فاضل اخر جزء من الموضوع
الجزء " 6 "