- الأعياد السيدية الصغرى:
6) عيد دخول المسيح إلى أرض مصر
لقد امتثل يوسف لامر الملاك (قم وخذ الصبى وامه واهرب إلى ارض مصر) فجاء السيد الضابط الكل إلى مصر مع سيدة البشرية العذراء مريم والقديس يوسف البار وسالومى.
كان مجئ يوسف الصديق إلى مصر واشبعه العالم من خيرات مصر رمزا صادقا عن مجئ السيد المسيح إلى أرضنا الحبيبة مصر التى بنى فيها مذبحة المقدس اذ تنبأ عنه اشعياء النبى قائلا (فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط ارض مصر وعمود الرب عند تخومها) (ش 19: 19).. ومازالت تقدم عليه ذبيحته غير الدموية. فأعطانا جسده ودمه اللذين بهما صار لنا ليس شبع سبع سنين فقط بل إلى حياة ابدية. كما جاء يوسف الصديق ابن يعقوب إلى مصر ومعه يسوع معطى الحياة.. موسى النبى ايضا رمز لمجئ السيد إلى مصر.. اذ عندما سمع فرعون هذا الامر طلب أن يقتل موسى فهرب من وجه فرعون (خر 2) وهكذا السيد المسيح هرب من هيرودس إلى مصر لما اراد قتله.وكما عاد موسى إلى مصر ليخرج بنى اسرائيل من عبودية فرعون هكذا عاد السيد من مصر عندما ظهر الملاك ليوسف في حلم قائلا (قم وخذ الصبى وامهواذهب إلى ارض اسرائيل... وانصرف إلى نواحى الجليل) (مت 2: 19 – 32) فكان في الجليل ليعتق آدم وبنيه من الجحيم.
قيل أن المسافة التى سلكتها العائلة المقدسة في المجئ إلى مصر من بيت لحم إلى الدير المحرق كانت تبلغ 1033 كيلو متر تقريبا..ولكن لماذا هرب السيد المسيح إلى ارض مصر؟ الا يستطيع وهو الاله ضابط الخليقة بأجمعها أن يطلب من أبيه فيقدم له اكثر من اثنى عشر جيشا من الملائكة (مت 26: 53)... لم يفعل ذلك ليعلمنا الهروب من الشر وعدم التصدى له (لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب لانه مكتوب لى النقمة أنا أجازى يقول الرب، ولا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير) (رو 12: 19، 21). كان في ميلاده فقيرا في مزود، ايضا في هروبه ليس له زاد وأمتعة سوى أن يركب مع أمه جحشا.. ويحدثنا عنه القديس يعقوب السروجى ك (فى المركبة يجاهر السمائيون ببهائك. وهنا وهكذا استمروا في التنقل من بلد إلى اخرى عدة شهور، تطلب له امه فلا يعطيها أحد وهو الذى يفجر الينابيع والانهار والبحيرات بل ومن يشرب من الماء الذى يعطيه لن يعطش إلى الابد.. يحتمل البرد و بينما يكسو الخليقة بنعمته..! لم تستطيع أن تثبت أمامك البرارى والاصنام في مصر.. فصنعت الكثير من الايات.. الاماكن التى باركتها مازالت بها الكنائس الاثرية الشهيرة بروحانيتها والاديرة ا لعامرة... فكنت طفلا بالجسد ولكن لاهوتك لم يفارك ناسوتك لحظة واحدة ولا طرفة عين.