[nasser]

وده الموضوع بتاعى
رقم(12)
شخصيات القيامة

ما أمتع التأمل فى قيامة الرب
وما أجمل الجلوس الى شهود القيامة
وهذه جلسة هادئة نلتقى فيها بشهود القيامة المجيدة
1-نبدأ بالمجدلية...رمز الحب...
2-وننتقل الى تلميذى عمواس...رمز التوبة...
3-ثم الى بطرس 4-توما...علامة حب الرب للنفس الواحدة
5-وأخيرا جماعة التلاميذ...الكارزين المباركين

ظهر أولا للمجدلية
(وبعدما قام باكرا فى أول الأسبوعظهر أولا لمريم المجدلية)
(مر 9:16)

هذا هو الشاهد الأول من شهود القيامة
مريم المجدلية
والقديس مرقس الرسول بعد أن حدد أنها أول من رأى المسيح بعد القيامة أسرع بأن يورد مع اسمهاالتى كان قد أخرج منها سبعة شياطين)
نعم فالقلب الذى أعطى ذاته للشيطان بصورة كاملة(سبعة شياطين وسبعة رقم التمام)...هذا القلب حين يصير للمسيح يصير له بالتمام والكمال
ما أجمل هذا الرجاء الذى يهبه الرب لكل خاطىء
فمهما كانت خطايانا فالرب سوف يمحوها كغيمة ويطرحها فى أعماق البحر
1-الحب جوهر التوبة
هناك تقليد أن المرأة الخاطئة المذكورة فى لوقا 7 هى المجدلية
سواء كان ذلك أم لم يكن فهذا لايلغى أن الحب هو جوهر التوبة
اذ قال الرب عن الخاطئة التائبة الباكية:قد غفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرا.والذى يغفر له قليل يحب قليلا(لو 47:7)
2- الحب محرك الجهاد
وهل جاهد أحد كالمجدلية؟
مضت الى القبر باكرا...والظلام باق
امرأة...ليس لديها أى سلاح غير الحب
وبهذا السلاح قهرت كل شىء
قهرت ضعف المرأة
وظلمة الطريق
ورعب الحراس
والاحساس بالوحدة
وضخامة الحجر
وحروب الشك
ألم يقل لنا الرب أنه سيقوم فى اليوم الثالث؟يجب أن أذهب لألقاه
وذهبت...فلقيته
لقيته...أولا
قبل كل البشرية
وقبل كل التلاميذ
وهكذا أثبتت لنا أن الحب هو سر نجاح الجهاد بل سر وجوده وحيويته
3-الحب طريق الرؤيا
نظرت المجدلية فوجدت الحجر مرفوعا عن القبر...ولما ركضت وجاءت الى بطرس ويوحنا قالت لهما فى انزعاجأخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه) ورأى التلميذان القبر فارغا والأكفان موضوعة والمنديل ملفوفا وحده وآمنا بالقيامة ومضيا
لكن المجدلية أصرت على الرؤيا
وقفت عند القبر خارجا تبكى
وفيما هى تبكى انحنت الى القبر فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين...
سألاها:لماذا تبكين؟
وما أن أجابتهماأحذوا سيدى ولست أعلم أين وضعوه)...
حتى حدثت-فيما يبدو-حركة انتباه من الملاكين لشخص جليل يقف خلف المجدلية
فالتفتت المجدلية الى الوراء...ونظرت يسوع...ولكنها ظنته البستانى
-يا امرأة لماذا تبكين؟من تطلبين؟
-يا سيد...ان كنت أنت قد حملته...فقل لى أين وضعته...وأنا آخذه
-يا مريم
-ربونى(يا معلم)
-لا تلمسينى لأنى لم أصعد بعد الى ابى ولكن اذهبى الى اخوتى وقولى لهم:انى أصعد الى أبى وأبيكم والهى والهكم
وهكذا عقدت الدهشة لسانها.دهشة رؤيا السيد تماما كدهشة اشعياء حين رآه فى الهيكل(أ ش 6)
وأسرعت مريم الى التلاميذ تخبرهم أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا
لقد أصرت على الرؤيا...فرأت الرب
4-الحب موضوع الكرازة
امتلأ قلب مريم بالحب فصارت كارزة بالحب
نعم...كانت تكرز بالمسيح ومن هو المسيح الا الحب
الحب الذى دعا تلاميذه المخلوقين الضعفاء...أخوة له
الحب الذى أعلن أسرار السماويات للبشر الجسديين
الحب الذى كشف أعماق اللاهوت للصيادين البسطاء

رفيق عمواس
(اقترب اليهما يسوع نفسه وكان يمشى معهما)
(لو 15:24)

1-رفيق الانحدار
كان تلميذا عمواس نازلين من أورشليم الى عمواس.ومعروف أن أورشليم على جبال مرتفعة أما عمواس فهى الى أدنى.وكانت أورشليم مدينة الهيكل رمز السماء أما عمواس فترمز الى العالم والأرضيات.كذلك كانت أورشليم-فى ذلك اليوم يوم الأحد-مدينة أخبار القيامة المجيدة أما عمواس فكانت مدينة اللاوعى
كذلك كانت أورشليم مدينة الكنيسة أى جماعة التلاميذ أما عمواس فكانت مدينة علمانية
رمزيا-اذن-كان التلميذان منحدرين قادمين من أعلى الى أسفل منشغلين بأمور الأرض والمصالح البشرية
ورغم هذا الانحدار...كان يسوع رفيق الانحدار وهذا ما يفعله الرب معنا باستمرار فهو اذ يرانا فى طريق النحدار والتقهقر الروحى لا يتخلى عنا ولا يتركنا
أخى الحبيب...
يسوع يحبك ولن يتركك حتى وأنت فى طريقك الى الخطيئة
يسوع يناديك الآن فهل تقبل اليه؟انه بانتظارك...فهل تتحدث اليه؟ان كلماتك هى كل ما يشتهيه...ودموعك هى كل ما ينتظره
2-طريق الالتهاب
(ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا اذ كان يكلمنا فى الطريق ويوضح لنا الكتب)؟
نعم...فيسوع هو سر الالتهاب الروحى سر الحياة
3-مانح الرؤيا
ومن هو مانح الرؤيا سوى الرب يسوع؟الذى بمجرد أن كسر الخبز وناول التلميذين انفتحت أعينهما وعرفاه
نعم فالتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين هو طريق الرؤيا القلبية ذلك أن الرب واقف على الباب ويقرع فان سمع أحد صوته وفتح الباب دخل الرب اليه وتعشى معه
4-ينبوع الفرح
ومن هو ينبوع الفرح...سوى يسوع سر الفرح...انه الينبوع الذى لايجف أبدا
فكل من عاش للرب وتعرف عليه وسلم حياته له دخل فى فرح خالد غير محدود تفاجئه الأحزان وتتكاثر عليه المحن وتحاول التجارب أن تنتزع منه فرحه فلا تستطيع ذلك لأن الرب وعد قائلا
(سأراكم فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم)
ما أسعد كليوباس وطوباك يا شريكه لوقا فلقاؤكما مع الرب نزع الحيرة والعبوسة والشك من حياتكما...وهذه أعداء الفرح الثلاثة
(الحيرة والعبوسة والشك)

بطرس وتوما
النفس الواحدة
(أذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم الى الجليل)
(مر 7:16)
(لأنك رأيتنى يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا)
(يو 29:20)

يا لحنانك يا رب الجنود
ملايين ملايين البشر
بل ملايين ملايين الكائنات
ترعاها فى حنان الأبوة...
دون أن تنسى...النفس الواحدة
بطرس...بالتخصيص
وتوما أيضا

جماعة التلاميذ
(الذين أراهم أيضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله)
(أع 3:1)

لا نستطيع أن نحدد عدد المرات التى ظهر فيها الرب لتلاميذه خلال الأربعين يوما التالية للقيامة المجيدة وحتى صعوده المبارك فالواضح أنه أكثر من الظهور لهم طوال هذه الفترة لهدفين
1-تأكيد حقيقة القيامة
2- تسليمهم الأمور المختصة بملكوت الله
وقد سجلت لنا الأناجيل المقدسة بالاضافة الى الاصحاح الخامس عشر من كورنثوس الأولى اصحاح القيامة ععدا من الظهورات الهامة كالآتى
1-لمريم المجدلية
2-لمريم المجدلية ومريم الأخرى
3-لبطرس الرسول
4-لتلميذى عمواس
5-للتلاميذ العشرة بالعلية بأورشليم
6-للتلاميذ الأحد عشر(ومعهم توما الرسول)
7-لسبعة من تلاميذه على بحر طبرية بالجليل
8-للأحد عشر تلميذا على جبل الجليل
9-للخمسمائة أخ دفعة واحدة والذين عاش أغلبهم ربع قرن على الأقل بعد القيامة
10-ليعقوب الرسول
11-للأحد عشر بأورشليم عند صعوده المجيد
وانتشرت المسيحية فى هدوء وقوة الى العالم أجمع
وفى الرسالة القادمة صور شخصيات القيامة اللى اتكلمنا عنها