ثانيًا : في أسفار الحكمة:
تتردد كلمة " حماقة " ومشتقاتها، كثيرًا في أسفار الحكمة (وهى أيوب - أمثال - جامعة - نشيد الأنشاد - وبعض المزامير وبعض أجزاء من الأسفار النبوية). ونستطيع أن نتبين معاني هذه الكلمة ومشتقاتها بالمقابلة بينها وبين "الحكمة" فالحكمة مصدرها هو الله الذي يمنحها للذين يخافونه لأن " مخالفة الرب رأس المعرفة" (أم 1: 7). وهذه الحكمة هي "روح" الحياة، والتي بدونها يسير الإنسان في طريق الموت والهلاك.
أما الأحمق فهو الشخص الذي لا يفكر، المهمل، المغرور، المكتفي بذاته، لا يبالي بالله ولا بمشيئة الله، بل بالحري يقاوم الله ويهزأ بكلمته، وثمة كلمات مختلفة تستخدم في هذه الأسفار للدلالة على "الحمق" ومشتقاته، أهمها:
(1)" نابال " وتعني الشخص الشرير الأحمق السفيه (أيوب 2: 10،30: 8، مز 53: 1، أم 17: 7 - 21)، و" نابالاه" بمعنى " حماقة" (أيوب 42: 8، إش 9: 17).
(2)" أويل " ومشتقاتها، واكثر استخداماتها في سفر الأمثال وتحمل معنى التسرع وعدم الصبر والاعتداد بالذات (أم 12: 15، 15: 5، 16: 22). وهو يحتقر النصح والأدب (أم 1: 7، 14: 9، 24: 7)، متهور في الكلام والتصرف (أم 10: 14، 12: 16، 20: 3)، سريع الغضب يندفع إلى النزاع والشجار (أم 11: 29، 14: 17، 29: 9)، لأنه يترك لغضبه العنان ( أيوب 5: 2، أم 17: 12)، تافه غبي كالبهائم (أم 7: 22، 26: 11، 27: 22)، يقترف الإثم والخطية (مز 107: 17، أم 13: 15، 17: 18و19، 24: 9).
(3)" كسيل" وهي اكثر الكلمات استخدامًا في سفر الأمثال، ولعلها مشتقة من كلمة عبرية بمعنى " غلاظة " أو " بلادة" فهي تدل على شخص بطيء بليد واثق بنفسه. ولها بضعة استخدامات: مثل التصلف (أم 14: 16، 28:26)، والجهل (جا 2: 14)، وبغض العلم والمعرفة (أم 1: 22، 18: 2) وعدم التروي والتفكير (أم 10: 23، 17: 24)، والمجاهرة بما فيه من حمق (أم 9: 13، 14: 33، 15: 2، 18: 7، 29: 11، جا 5: 1، 10: 12)، والغضب والخصام (أم 18: 6، 19: 1، جامعة 7: 9)، والبلادة والإسراف ( جامعة 4: 5، أم 21: 20)، والفرح السخيف (جامعة 7: 4 و5 و6)، والتشبه بالحيوانات (أم 26: 11، مز 49: 10، 92: 6)،وإشاعة المذمة (أم 10: 18)، وحب الشر (أم 13: 19).
(4)"سيكل" ومشتقاتها، والأرجح أنها مشتقة من كلمة تحمل معنى "صلابة الرأس"، وهي تدل على أكثر من مجرد حماقة. ولا ترد الكلمة ومشتقاتها في سفر الأمثال، ولكنها ترد في سفر الجامعة (جا 2: 12، 7: 25 انظر"لأني انحمقت جدًا" (2 صم 24: 10، "هوذا قد حمقت .. كثيرًا جدًا" 1 صم 26: 21).
(5)"تفلال" وتعني جهالة (أيوب 1: 22) وحماقة (إرميا 23: 13).
(6)"توهوله" وتعني طياشة أو خفة كما في: "هوذا عبيده لا يأتمنهم وإلى ملائكته ينسب حماقة" (أيوب 4: 18).