الموضوع
:
صندوق القمامة
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
19 - 02 - 2014, 05:58 AM
ramzy1913
سراج مضئ | الفرح المسيحى
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
122
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
القاهرة - مصر
المشاركـــــــات :
939
صندوق القمامة
صندوق القمامة
كانت الدنيا تغرق فى ظلام دامس،
و أنا أرقد على سريرى، عندما سمعت الباب يطرق...
حاولت أن أتجاهل الصوت، و لكنه أستمر يطرق بإلحاح
فقمت متثاقلاً أتحسس طريقى إلى الباب.
إصطدمت بعده أشياء، وقع بعض منها على الأرض
مُحدثاً ضجة. وصلت إلى الباب أخيراً المقبض فأدرته
و فتحته.أغمضت عينى للحظات من شدة الضوء خارج
الحجرة. و بعد ثوانى، نظرت إلى الشخص الواقف أمامى
فبادرنى : " لقد جئت لأتعشى معك" !!!!!
لم أتذكر أننى دعوت أحداً، و لكنى قلت: "تفضل"
دخل و وضع المصباح الذى كان بيده على المنضدة،
كان نوره قوياً جداً، فرأيت حجرتى بوضوح...
كانت أبشع و أقذر كثيراً مما تخيلت...
كنت أعلم أنها غير نظيفة، و لكن ليس إلى هذا الحد
المُزرى.نظرت إليه فى خجل... لم أعرف ماذا أقول،
فبادرنى هو قائلاً : "يجب أن أنظف هذه الحجرة قبل
العشاء، فهل تسمح لى؟ "
أومأت برأسى بالإيجاب و أنا فى شدة الخجل،
و بدأ هو العمل فوراً.
بدأ بالأرض. رمى أشياء كثيرة كانت تبدو مهمة فيما مضى،
و لكنها صارت بلا أهمية منذ تلك اللحظة. ألقى بنفايات
وددت لو تخلصت منها منذ زمن طويل، و لكنى لم أفعل.
قام بتنظيف تراكمات سنين عديدة. بعد فترة قال لى
" ماذا عن الصندوق المُلقى فى ركن الحجرة ؟ "
ماذا عنه؟ "ماذا تضع فيه ؟ " هو صندوق قمامة،
و لكنى أحتفظ فى داخله بأشياء أحبها و أعتز بها كثيراً،
و أريد الاحتفاظ بها " و لكن إن كنت تريد حجرة نظيفة فعلاً،
فلابد من رميه خارجاً، إنه يشوه منظر الحجرة
"أرجوك لا ترميه، أنا أريد الاحتفاظ به"
نظر إلىّ متوسلاً، يلتمس موافقتى. فإستسلمت لنظرات
عينيه و أجبت : " حسناً افعل ما تريد"
فأبتسم و فى ثوانى أختفى الصندوق.
أستمر يعمل حتى لمعت الحجرة من النظافة،
و عندما انتهى قال: "هل تحب أن أفعل لك شيئاً آخر ؟
فهناك أمور عديدة يجب أن تصلحها ؟
" حسناً افعل ما تشاء "، و لكنى أرجو أن تنتهى من العمل
بسرعة، فأنا أحب أن أحافظ على خصوصياتى "
أجاب: "و لكنى كنت أفكر بالمعيشة معك لأساعدك دائماً "
قلت: "و لكن وجودك هنا سيُقيد من حريتى التى أستمتع
بها جداً" قال "إن لم أمكث معك هنا، فسوف تتسخ الحجرة
مرة أخرى، و إن أنا خرجت، فسوف تعيش أنت فى ظلام
لأن المصباح معى.
ثم إنى أريد أن أجمل هذه الحجرة و أُزينها لنسكن فيها
سوياً، عندئذ لن يعوزك شىء" نظرت إليه، و قد أستسلمت
لنظرات عينيه، و قلت : " أهلاً بك فى حجرتى "
إنتبهت من غفلتى و إذا بالإنجيل مفتوح أمامى
و أنا أقرأ فى سفر الرؤيا الإصحاح الثالث الآية العشرون:
"ها أنا واقف على الباب و أقرع، إن فتح لى أحد،
أدخل و أتعشى معه و هو معى" إنه على الباب يقرع،
فلنفتح له، و نتمتع بوجوده، يكشف لنا ذاته، و يكشف لنا
محبته، و يفتح لنا قلبه، و يشعرنا برعايته و أهتمامه...
عجيب هذا الإله المحب، الذى يعطى أهمية لخليقته
بهذا " الحب العجيب "
الأوسمة والجوائز لـ »
ramzy1913
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
ramzy1913
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
ramzy1913
المواضيع
لا توجد مواضيع
ramzy1913
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ramzy1913
البحث عن كل مشاركات ramzy1913