(2) الجيش في البرية:
لم يكن الشعب الإسرائيلي إلا مجموعة من الأسباط أي القبائل، الهاربة من اضطهاد فرعون المرير لها، وعبوديته القاسية. ومع أن ارتحالهم نحو كنعان لم يتسم أساسا بروح حريته، إلا أنه قبل عنهم من البداية " بحسب أجنادهم" (خر 6: 26). وعند دخولهم إلى البرية، دخلوا إليها " متجهزين " أي مسلحين، وإن كان الأرجح أن كلمة " متجهزين " لا تشير إلى الأسلحة التي حملوها، بل إلى ترتيب صفوفهم في أثناء الارتحال (خر 13: 18). وكانوا يعسكرون في أماكن توقفهم في البرية ( خر 13: 20). وفي أماكن توقفهم في سيناء، كان الجيش البالغ تعداده 0 00 ر00 6، ينقسم إلى فيالق كل منها له معسكره الخاص ينزل فيه " عند رايته بأعلام بيوت آبائهم" (عد 2: 2). " من ابن عشرين سنة فصاعدا، كل خارج للحرب في إسرائيل " من كل سبط، وعين لكل منهم معسكره (عدد 1: 3). وكانوا في البرية جنودا من المشاة (عد 11: 21). ولم تنضم إليهم قوات أخري إلا الملوك. وكانوا مزودين بالقسي والمقاليع للدفاع إذا ما دعيتهم الظروف للحرب في البرية. ولا نقرأ عن وجود رتب عسكرية في صفوفهم في البرية. إلا ما نقرأه عن رؤساء الألوف ورؤساء المئات (عد 31: 14). كما نقرأ عن قيادة يشوع للرجال في حربهم ضد عماليق في رفيديم (خر 17: 9 13). ولقد تعلموامن ارتحالهم في البرية، النظام والروح الحربية، كما يبدو من استطاعتهم أن يهزموا المديانيين وكذلك الملك عوج ملك باشان قرب نهاية الأربعين السنة، ثم تنظيم صفوفهم استعداد للتقدم للأستيلاء على أرض كنعان.