05 - 11 - 2013, 03:37 PM
|
رقم المشاركة : ( 10 )
|
† Admin Woman †
|
رد: التأله والمتألهون
( و ) إمكانية التأله
الإنسان وحده من بين كل الخليقة له إمكانية التأله ليتمكن من الاشتراك في قوة الله مانحة التأله. ليس فقط أنه يشارك في نعمة الله المانحة الوجود، والمعطية الحياة، والجالبة للحكمة، لكنه لديه أيضاً إمكانية المشاركة في قوته المانحة التأله. إنه يستطيع أن يصبح إلهاً بالنعمة، ويكتسب ما هو عليه الله بالطبيعة.
التأله موجود في العهد القديم أيضاً. فقد عاين الأنبياء كلمة الله غير المتجسد من خلال الاتحاد به ومن خلال تألههم، حيث أن معاينة الله هي تأله الإنسان. علي كل حال، حالة التأله تلك كانت مؤقتة. حقيقة الموت كانت موجودة في العهد القديم، وبالتالي كان الأنبياء والأبرار يذهبون إلي الجحيم. لم يكن المسيح قد اتخذ الطبيعة البشرية بعد ولم تكن قد تألهن بعد. إلا أنه في العهد الجديد، عاين القديسون مجد الله في الطبيعة البشرية التي للكلمة، في الكلمة المتجسد. إنهم في الواقع يعاينونه كأعضاء في جسد المسيح.
تظهر إمكانية التأله في العهد الجديد من ثلاثة عوامل.
أولاً، الإنسان مخلوق علي صورة الله. إنه وحده من بين كل الخليقة مصنوع علي صورة الله لأن لديه نوس، وكلمة (عقل)، وروح تعطي حياة للجسد المرتبط بها. بالتالي تكون صورة الله في الإنسان أقوي من صورتها في الملائكة. إنه علي صورة الله ويستطيع أن يصل لشبهه، الذي هو قلنا من قبل، هو هو التأله.
ثانياً، لقد خلق الكلمة غير المتجسد الإنسان واتخذ الطبيعة البشرية. بالتالي اكتسبت الطبيعة البشرية جوهرً، "شكلاً وتعريفاً"، كما يقول القديس نيكولاس كاباسيلاس. اتخذ المسيح جسداً بشرياً، وصار الله الإنسان وليس الملاك. بالتالي منح تجسده إمكانية التأله. يكتب القديس (65, 105, 225)مكسيموس المعترف قائلاً: "الضمان الأكيد لرجاء تاله الطبيعة البشرية هو تجسد الله، الذي جعل الإنسان إلهاً بنفس الدرجة التي صار بها الله نفسه إنساناً". إنه مفهوم لاهوتي رئيسي، يمكن رؤيته لدي كل الآباء القديسين، أن الله صار إنساناً لكي يؤله الإنسان. يكتب القديس سمعان اللاهوتي الحديث قائلاً: "صار ابن الله ابناً للإنسان لكي يجعلنا نحن البشر أبناء الله. إنه يرفع جنسنا بالنعمة لما هو عليه بالطبيعة. إنه يعطينا الولادة من فوق من الروح القدس، ثم بعد ذلك يقودنا مباشرة إلي ملكوت السموات؛ أو بالأحرى يضمن لنا اقتناءنا هذا الملكوت داخلنا. بالتالي، يكون لدينا أكثر من مجرد الرجاء في دخوله؛ إننا نمتلكه حقاً كما نصرخ قائلين: حياتنا مستترة مع المسيح في الله".
|
|
|
|