(3) الجهاد روحيًا:
كان اكثر ما عاناه يسوع، هو الامه الروحية، فقد كان المخلص في حزنه الخارق للطبيعة، ذلك السر الذي لا نستطيع ادراكه أو سبر عوره يعرف جيدا ما تفعله الخطية من الفصل بين روح الإنسان والله. فمما لإشك فيه ان الجهاد الذي مر به في جثيمساني كان يفوق العذاب الجسدى الصلب فهنا تتجلى المعاناه كلها في إحساس يسوع الروح البنوه , وهو يحمل خطية العالم بانه متروك من الله تلك اللحظة الخاطفة التي احتجب فيها وجه الله، كانت هي الكاس التي صلى ان تعبر عنه.
وليس ثمة نظرية عن الكفارة تعبر تماما عن هذه الجوانب الثلاثة لآلام المسيح، من جهاد في جثيسماني وآلام على الصليب وكل ما جاء في الاسفار المقدسة ,ان لم تتضمن الناحية النيابية الاحتيارية كما يقول إشعياء النبي: "الرب وضع عليه اثم جميعنا" ( إش 53: 6), وكما ذكر الرسول بولس: "الذى اسلم من اجل خطايانا" (رومية 4: 25) والرسول بطرس: "الذي حمل هو نفسه خطايانا" (ا بط 2: 24).