عرض مشاركة واحدة
قديم 17 - 10 - 2013, 08:12 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,327,891

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مفهوم شفاعة القديسين

لماذا نطلب نحن الأرثوذكس شفاعة القديسين والمسيح أوصانا أن نصلي لله فقط؟

هل يستطيع الراقدون أن يسمعوا صلاتنا ويستجيبوا لها؟

لماذا وما الحاجة لهذه الشفاعة ؟



هذا سؤال تقليدي لكل من لا يعرف الكنيسة حق المعرفة لأن مفهوم شفاعة القديسين قد طغت عليه العادات الشعبية والخرافات عبر العصور ..أعتقد أن كل النقد الموجه لشفاعة القديسين ليس موجهاً للإيمان الكنسي بها بل للعادات الشعبية .. لذلك يمكن جمع هذه الانتقادات وصبّها في المنتدى الاجتماعي والتثقيفي وليس الديني ..



حسناً قلتَ أن أخنوخ وإيليا هما شخصيتا العهد القديم الذين نعتقد بصعودهما للسماء بجسديهما .. وفي حادثة التجلي على جبل ثابور يظهر مع الرب المتجلي موسى النبي بجسده وروحه حياً متحدثاً مع الرب يسوع عن الخلاص المزمع أن يتممه. فهل موسى النبي أيضاً صعد بجسده للسماء ؟؟



في سفر الرؤيا يرى القديس يوحنا اللاهوتي الحبيب 24 شيخاً يخرّون ويسجدون للرب ( رؤ4: 4 -10 ) ، وهم الذين اشتراهم الخروف بدمه - أي ليسوا ملائكة ولا أرواح - حتى ولو كانوا أحياءً " كملائكة الله في السماء " .. كما رأى يوحنا جمعاً كبيراً من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة أمام العرش يسبحون الرب ( 7: 9-11) وهم القادمون من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوها بدم الرب .. وكانت صلوات القديسين ترتفع مع البخور على مذبح الذهب الذي امام العرش:



" ... الأربعة والعشرون شيخا أمام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوءة بخورا هي صلوات القديسين" (رؤ8:5)، "وجاء ملاك آخر وأعطي بخوراً كثيراً لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش. فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله" (رؤ3:8،4)



الشيوخ في السماء حسب ما نفهم من سفر الرؤيا ، ويرفعون الصلوات مع البخور على مذبح الرب ، وهم احياء بأجساد وأرواح هذا الموت الذي يصيبنا ليس موتاً ، نحن لا ندعوه موتاً بل رقاداً أو نوماً كما قال الرب عن لعازر " لعازر قد نام " أو الصبية " لم تمت بل هي نائمة " . وبما أن المسيح انتصر بموته على الموت فلا نؤمن بعد بأن لهذا الموت العياني سلطان علينا ولا يقدر أن يفصلنا عن المسيح يسوع الذي نحن جميعاً فيه واحد ( هذه نقطة مهمة سنعود لها لاحقاً)



إن قصور البعض عن فهم هذه العلاقة وهذه الرابطة المستمرة بين من سبق وانتقل منا إلى جوار المسيح وبين من لا يزال على قيد الحياة، هو بسبب "عدم وجود مفهوم الكنيسة الحقيقية لديهم ". أي أنهم لا يدركون بعد بوضوح معنى عبارة " كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية " ويعتقدون أن الكنيسة على هذه الأرض هي الواحدة ، وأن الذي يرقد قد انتهى.

الفرق بينهم وبين الأرثوذكس أننا نؤمن بكنيسة واحدة على الأرض وفي السماء ، إن كان جسد المسيح واحد لا يتقسّم ولا ينفصل ، وبأن المسيح نفسه كان بيننا على الأرض ولم يغادر عرش أبيه السماوي ولا لحظة ، وإن كنا نؤمن بأن المسيح يكون مع كنيسته في مدينتنا وفي مدن أخرى، وفي العالم أجمع بدون انقسام ولا انفصال ، وبأن كل المؤمنين بالمسيح هم واحد على اختلاف اعراقهم وقومياتهم لأنهم واحد في الجسد الواحد وهذا الجسد هو الكنيسة .. وبالتالي من هذا الإيمان الثابت لا نؤمن بأي شكل أن الذين رقدوا وانتقلوا من هذا العالم الحاضر قد انفصلوا عنا أو عن الكنيسة أو عن المسيح.. وعدم اليقين بهذه الوحدة إهانة للمسيح لا غير . لهذا ، كل أعضاء هذا الجسد الواحد يسمعون بعضهم ، يصلون من اجل بعضهم ، يحبون بعضهم .. يشفع بعضهم لأجل بعض .


إذا كنت أخي المؤمن لا تزال في شك من أمر الصلاة للقديسين وتخلط بينها وبين شفاعة المسيح أو بمعنى أدق وساطة المسيح " الوسيط الوحيد بين الله والناس " فالمشكلة إذاً هي في مفهومك لهذه الوساطة:

إن كنت تفهم منها وساطة المصالحة بين البشر والله ، فلا خلاف أن المسيح يسوع مخلصنا الوحيد ووسيطنا الأوحد .. أما إن كنت تريد أن تفهمها معنا كما نحن نفهمها حقاً وهي الصلاة المشتركة ككنيسة واحدة جامعة في السماء وعلى الأرض على حد سواء وبصوت واحد وعزمٍ متفق فسيستقيم عندها المعنى الذي يريده الأرثوذكس من هذه " الشفاعة أو الوساطة أو الصلاة لأجل بعضنا"

لا صحة أن الشفاعة للأحياء فقط أي للذين على هذه الأرض لأننا أوضحنا كيف أن الجميع أحياء " أجساداً وأرواحاً " وأنهم جميعاً كنيسة واحدة ، جسد واحد ، وصلاتهم صلاة واحدة ترتفع مجتمعة امام مذبح الرب بعضهم لأجل بعض.
  رد مع اقتباس