قصه حقيقيه
......................
حدثت هذه القصة فى مدينة شبين الكوم فى أيام حبرية نيافة " الأنبا بنيامين" المتنيح
توفى والد و والدة أحد الشباب غير المسيحيين بالمدينة , و انتهز عمه الفرصة ، فأستولى على كل ممتلكاته ، و رفض الصرف عليه أو على تعليمه
حاول الشاب معه جاهداً و لكن بلا فائدة .. و كاد يتحطم و هو يرى مستقبله يضيع ، و عمه يعامله بقسوة شديدة ، و لا يرضي أن يعطيه و لو جزء من حقه
و بينما هو فى شدة حزنه أشار عليه بعض الناس أن يذهب إلى مطران النصارى " الانبا بنيامين" ، فذهب إليه يجر خيبة أماله
و عندما تقابل مع " الانبا بنيامين" حكى له ظروفه و مشاكله ، فنادى سيدنا على تلميذه فوزى و قال له: هات سرير من فوق و فرش وحمله على عربية و أجر لة حجرة"
و أعطاه ثمانية جنيهات فى يده و قال له " كل ما تحتاج حاجه تعالى و خدها ، المطرانية مفتوحة لك"
ظل الشاب يتردد على سيدنا ، فيعطية مرة خمسة جنيهات ، و مرة ثمانية و أخرى عشرة
و كان قد بدأ يحسب جملة المبالغ التى أخذها فوجد أنها وصلت إلى مائه و ستون جنيهاً غير الملابس و القماش! و عندما أنتهى هذا الشخص من دراسته ، و التحق بعمل مناسب ، جاء و تقابل مع سيدنا ليشكره على رعايته له طول هذه الفترة و أراد أن يسدد جزءاً من المبلغ ، فأخرج من جيبه عشرون جنيهاً ليعطيها لسيدنا على أن يقسط باقى المبلغ تباعاً
فتضايق سيدنا و قال له:
"أوعى تقول كدة تانى .. لا هقابلك و لا هدخلك المطرانية لو عملت كده .. أنا يا أبنى لم أعطك حاجة .. دة ربنا هو اللى بيعطى الكل أنت أبنى و اللى محتاجة تاخده"
و مرت الأيام و تنيح الأنبا بنيامين ، و فى اليوم الآربعين لنياحته ، فؤجىء الجميع بشاب غير مسيحى يصر أن يتكلم فى حفل التأبين الذى أقامته المطرانية فسمحوا له ، و أخذ هذا الشاب يحكى قصته و الدموع تمـلأ عينيه و كان يقول:
"عمى أخذ أرضى و المطران ربانى و علمنى"
صديقى الحبيب... هذا مثال رائع للمحبة المسيحية التى لا تفرق بين مسيحى أو غير مسيحى ، بين خاطىء أو بـار ، بين عـدو أو صديق ، بل هى محبه صافية عطاءة و باذله ، مصدرها هو الله الذى يشرق شمسه على الأبرار و الأشرار..
المحبه لا تسقط ابدا